خذوا زينتكم عند كل مسجد

خذوا زينتكم عند كل مسجد

خذوا زينتكم عند كل مسجد

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن المساجد أماكن يشع فيها نور النبوة، ويلتئم فيها صف الأمة، منزهة عن كل لغو ودنس، ومحفوظة من كل ضرر، ملكها بين المسلمين مشاع، وحقها عليهم المحبة والإكرام، وعمارتها بصالح الأعمال قال الله – عز وجل -: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله }(التوبة:18)، والمساجد من أحب البلاد إلى الله, وأشرفها منزلة، من أحبها لأجل الله كان حبه لها دينا وعبادة, وربحا وزيادة, ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت عرشه يوم القيامة.

صيانتها عن الأدناس قربة, وتنظيفها طاعة, وتطييبها عبادة، أرأيت حال الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما رأى نخامة في جدار المسجد فتغير وجهه منكراً ذلك الفعل، وآمراً بإزالتها.

ومن عظيم فضل العناية بالمسجد أن جارية دخلت الجنة بسبب كنسها له.

أخي في الله:

ربما عرفت منزلة المسجد ومكانته في الإسلام بشيء من الاختصار, غير أن الواقع أن كثيراً من المساجد الآن تشكو حالها, وتبكي مآلها لقلة وعي أكثر أهلها بأحكامها وآدابها، فهذا يرتادها بلباس نومه, وذاك بثوب حرفته, وآخر ببنطال ضيق, وآخر برائحته الكريهة, وآخر بسوء فعله كأن يأكل الثوم أو البصل أو الكراث وما له رائحة كريهة، والدخول إلى المسجد قبل إزالتها (بتنظيف الفم بالماء، أو السواك، أو الفرشاة والمعجون)؛ كل هذا يدل على عدم الاحترام والتقدير للمسجد وللمصلين ففي الحديث المتفق عليه: ((من أكل الثوم والبصل فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم1)) فاحذر من أذية إخوانك المصلين، وملائكة الله المقربين.

واعلم أن حسن المظهر، وجميل اللباس, وطيب الرائحة؛ رغب الشارع فيها عند أداء الصلاة، وعند حضور الجمع والجماعات لقوله – تعالى -: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}(الأعراف:31)، والزينة هي عبارة عما يتحلى به الإنسان، ويظهر بمظهر يجذب الآخرين، ولذلك نجد أن القرآن الكريم يشير إلى حالات من التزيين، والتي هي عبارة عن إظهار الشيء مظهراً جذاباً كما في قوله – تعالى -: {زين للناس حب الشهوات}(آل عمران :14)، وكذلك شُرع السواك عند الصلاة لأنه مطهرة للفم، ومرضاة للرب كما روت عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((مطهرة للفم، مرضاة للرب2)).

فعلى المسلم أن يصرف شيئاً من زينته لله – سبحانه وتعالى – وذلك عند الوقوف بين يديه، والتضرع إليه – سبحانه -، فيأتي إلى المسجد على أحسن هيئه، وأحسن حال، وقدوته في ذلك نبينا محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – حيث كان يلبس أحسن لباس، ويتعطر بأزكى رائحة، حتى كان عبق طيبه يفوح في طريقه.

وقد أخذ بهذا المبدأ خير القرون من بعده فنهجوا نهجه, وسلكوا هديه, فعظموا الدين، فأعلى الله شأنهم، وأبقى ذكرهم، فلنا مع أولئك الرجال الأفذاذ وقفات لمعرفة واقع المساجد في نفوسهم، ومكانة الصلاة في قلوبهم، لنقيس حالنا بحالهم, فنلتزم نهجهم، ونحذر مخالفتهم، فقد قيل:

نعيب زماننا والعيب فينـا                   وما لزماننا عيب سوانا

فهذه وقفات لأهل القلوب الحية, والنفوس الزكية, والآذان الصاغية؛ للاحتذاء والاقتداء والاهتداء كما قال الله – عز وجل -: {لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر}(الممتحنة:6)، والله المستعان وعليه التكلان.

الوقفة الأولى: مكانة الطيب عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:

فطر الله – عز وجل – الناس على حب الطيب, وجمع أطيب الأشياء لنبيه – صلى الله عليه وسلم -, فله من الأخلاق والأعمال أطيبها وأزكاها, ومن المطاعم أطيبها وأزكاها, ومن الروائح أطيبها وأزكاها، لذا كان من أخلاقه التطيب, يحبه ويكثر منه، بل هو إحدى محبوباته الدنيوية ففي الحديث: عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنما حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة3))، وعن محمد بن علي قال: ((سألت عائشة – رضي الله عنها -: أكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتطيب؟ قالت: نعم، بذكارة الطيب المسك والعنبر))4، وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ – رضي الله عنه – قال: ((كانت لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – سُكَّةٌ يَتَطَيَّبُ منها))5.

وكان يتطيب قبل أن يحرم فقد ورد عن عَائِشَةَ – رضي الله عنها – قالت: ((كان رسول اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إذا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ يَتَطَيَّبُ بِأَطْيَبِ ما يَجِدُ، ثُمَّ أَرَى وَبِيصَ الدُّهْنِ في رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ بَعْدَ ذلك6)).

ومن خصائصه – صلى الله عليه وسلم – طيب الرائحة، فجسمه يفوح طيباً كما جاء عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ((ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح الرسول – صلى الله عليه وسلم -))7.

بل إذا وضع يده – صلى الله عليه وسلم – على رأس الصبي عرف أهله أنه – صلى الله عليه وسلم – قد مس ابنهم لطيب رائحة الصبي, ومع هذه الرائحة العطرة فقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يكثر ويبالغ في استعمال الطيب حتى إنك لتجد لمعان المسك في مفرق رأسه, ولربما استمر الطيب في رأسه أياماً لكثرته، وكان يُعرف بطيب رائحته إذا أقبل أو أدبر, فمن كانت هذه صفته فهو أبعد الناس عن الرائحة الكريهة, بل إنه ترك كثيراً من المباحات كالثوم والبصل والكراث ونحوها لرائحتها الكريهة، فهو طيب لا يقبل إلا الطيب.

فهذه صورة مشرقة, وأدب رفيع, وحقيقة ثابتة نسوقها إلى كل مسلم ليرتفع في سلوكه وأدبه إلى مصاف النفوس السليمة, مجانباً كل خلق قد يؤدي إلى أذية المسلمين عامة، والمصلين خاصة.

الوقفة الثانية: طيب المساجد:

أخي المصلي: اعلم أنه كلما شرف المكان وطاب كلما كان أولى أن يُشرف ويحترم, ولما كان الطيب والبخور من علامات الإكرام والتشريف؛ كان حريّاً أن نجدها في أماكن العبادة، فهي أولى بالشذا, وأحرى بالندى, وكيف لا والمسلم مأمور بأن يأخذ زينته عند كل مسجد {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}8.

فالمساجد أماكن عامة تؤدى فيها أعظم عبادة, وهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة، أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجد تعزيراً له، فطلب الرائحة الطيبة للمسجد مطلب رفيع، وغاية مقصودة في دين الإسلام فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ((أمر رسول – صلى الله عليه وسلم – ببناء المساجد في الدور, وأن تنظف وتطيب9))، والدور: هي الأحياء، وعند ابن ماجه: ((واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمّروها في الجُمع10)) المطاهر: محال الوضوء، والتجمير: هو التبخير لها.

وتطييب المساجد عام لكل أحد من إمام ومؤذن وغيرهما, وإن أُوكل الأمر لأحد كان أفضل وأكمل، والتطيب يكون بعود البخور أو الندى وغيرهما مما هو مستحسن عُرفاً, وسواء كان مما يتبخر به، أو يرش رشاً أو غيرهما فالمقصود هو جلب الرائحة الزكية، وهذه الخصلة غابت عن الكثير من المصلين, وبعض الأئمة والمؤذنين، مع أنها قربة وعبادة، وطاعة وامتثال.

ويتأكد تطييب المساجد يوم الجمعة لما سبق, ولأن عمر – رضي الله عنه – كان يطيب مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل جمعة قبل الصلاة، وسار على هذه السنة السلف والخلف، حتى إن معاوية – رضي الله عنه – أجرى وظيفة الطيب للكعبة عند كل صلاة, وقالت عائشة – رضي الله عنها -: (لأن أطيب الكعبة أحب إلي من أن أُهدي لها ذهباً وفضة)، كما أن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – كان يبخر الكعبة في كل يوم، ويضاعف الطيب يوم الجمعة.

وهكذا كانت المساجد الإسلامية محل عناية ورعاية، وتطهير وتطييب، حتى اختلت الموازين، وتقلبت المفاهيم، فنتج عنه قلة الوعي بأحكام المساجد عند كثير من المصلين.

الوقفة الثالثة: الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه:

إلى كل إمام ومؤذنه وقيّمه: لقد عرفتم عظم شأن المسجد، ومكانته في الإسلام، فأنتم رعاة بيوت الله، حقها عليكم العناية والرعاية بصيانتها وحمايتها من كل ما يشينها ويدنسها، ويفرق جماعتها، فمن كان على هذه الحال فهو خير وأفضل، ولا تحقروا من المعروف شيئاً، وإياكم والتخذيل عن القيام بمثل هذا العمل، فشتان بين إمام لم يأبه بمسجده؛ وبين أمام همه مسجده تطييباً وتأليفاً ورعاية.

وليعلم الجميع أن جلب الرائحة الزكية للمسجد تزيل كثيراً مما قد يعتريه من روائح, وتجلب السرور للمصلين لأن من فوائد الطيب أنه يفرح القلب, ويغذي الروح، وكم هو جميل ما صنعه أهل ذلكم المسجد باتفاقهم على مقدار معين من المال في كل شهر ينفق منه على المسجد صيانة ونظافة وتطييباً، فأخلف الله عليهم، وبارك لهم.

الوقفة الرابعة: حكم وضع مباخر العود في قبلة الصلاة:

قد يعتري بعض المصلين الحرج عند وضع مباخر العود في قبلة المصلين بحجة وضع الجمر فيها، وذلك أثناء تطييب المسجد، وقد أجاب على هذا الإشكال العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – فقال: "لا حرج في ذلك، ولا يدخل هذا فيما ذكره بعض الفقهاء في كراهة استقبال النار، فإن الذين قالوا بكراهية استقبال النار عللوا هذا بأنه يشبه المجوس في عبادتهم للنيران, فالمجوس لا يعبدون النار على هذا الوجه, وعلى هذا فلا حرج من وضع حامل البخور أمام المصلين, ولا من وضع الدفايات الكهربائية أمام المصلين أيضاً لاسيما إذا كانت أمام المأمومين وحدهم دون الإمام).

الوقفة الخامسة: صور من تطيب السلف للصلاة وعند ارتياد المساجد:

إن سلفنا الصالح قد استنار بسيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فسار على دربه, واهتدى بهديه، فمن ذلك خصلة الطيب والتطيب، حتى إن بعضهم صار يعرف بالرائحة الزكية في ذهابه وإيابه لتطيبه بأطيب الطيب حينما يقصد الصلاة والمسجد، وهنا شيء من حالهم في هذا الأدب الرفيع لمن أراد أن يرتقي إلى مصافهم, ولإيقاظ الهمم، ودفع العزائم نحو ذلك، فمن حالهم:

1-      أنه كان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- يتطيب بطيب فيه مسك11، وكان يُعرف بريح الطيب12، فعن نفيع مولى عبد الله قال: كان عبد الله من أطيب الناس ريحاً، وأنقاهم ثوباً أبيض13.

2-             وكان عبد الله بن جعفر يسحق المسك ثم يجعله على يافوخه14.

3-             أما عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – فقد كان إذا خرج إلى المسجد عرف أهل الطريق أنه مر من طيب ريحه15.

4-      وقال عثمان بن عبيد الله: ((رأيت ابن عمر، وأبا هريرة، وأبا قتادة، وأبا أسيد الساعدي يمرون علينا ونحن في الكُتّاب فنجد منهم ريح العبير وهو الخلوق16)).

هكذا كانت مكانة الصلاة والمساجد عند سلفنا الأكرم لمعرفتهم حق المعرفة عظم تلك العبادة، ولمعرفتهم أيضاً بين يدي من سيقفون؛ فرحمهم الله رحمة واسعة.

الوقفة السادسة: الصلاة وزينة اللباس:

ولما كانت الصلاة عبادة ربانية, وصلة بين العبد وربه, يلتقي فيها العبد مع معبوده, والحبيب مع محبوبه, ولما كان من تعظيم الله – سبحانه وتعالى – تعظيم الصلاة؛ تأكد التزين لها بالملبس والتطيب وغيرهما قال – تعالى -: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}.17

وعلى هذا الطريق سار صالح الأمة صغارهم وكبارهم، فلا ترى في سيرهم إلا كل حسن وجميل, وقد استمر هذا الأمر حتى خفت بعض العقول، وتأثرت بعض النفوس بقبيح المنقول مما قد يشاهد ويسمع، فغلب الجهل، وقلَّ الفهم، ونسي البعض حقيقة الأمر، فتجد من الصغار من تأثر بالكبار فجاء إلى المسجد على أسوأ حال في هيئته ورائحته، متأثراً بمن حوله كأبيه وأخيه في عدم الاهتمام بشأن الصلاة والمصلين، فإلى هؤلاء الفئة نسوق جانباً من آداب صالح الأمة وفق هدي المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، معتبرين بحالهم حتى يعلو شأن المسجد في النفوس, ويعظم أمر الصلاة في القلوب, وترتقي جماعة المصلين إلى معالي الأمور فمن ذلك:

1- أن التجمل محبوب عند الله – سبحانه وتعالى – فعن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه -, عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة؟ قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس18))، وآكد الجمال ما كان عند مناجاة الله – سبحانه وتعالى -.

2- التبذل ورثاثة الملبس ليست من الإسلام فقد رأى الرسول – صلى الله عليه وسلم – رجلاً عليه ثياب وسخة فقال: ((أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه؟19))، لأن وسخ الثوب وكريه الرائحة ينفر الناس عنه، وكذلك رائحة الدخان، فمن كان على هذه الحال فقد آذى المصلين ونفرهم عنه، فهل يعي أصحاب المهن, وأهل الثياب الرثة والمدخنين هذا الأدب الرفيع؟

3- اختيار أحسن الثياب لصلاة الجمعة والعيدين ففي الحديث عن أبي هريرة وأبي سعيد – رضي الله عنهما – قالا: سمعنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة، واستن، ومس من طيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه، ثم جاء إلى المسجد، ولم يتخط رقاب الناس، ثم ركع ما شاء الله أن يركع، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي؛ كانت له كفارة لما بينها وبين الجمعة التي كانت قبلها، يقول أبو هريرة وثلاثة أيام زيادة إن الله قد جعل الحسنة بعشر أمثالها))20، وعن أبي ذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل، وتطهر فأحسن الطهور، ولبس من خير ثيابه، ومس مما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ولم يفرق بين اثنين؛ إلا غفر الله له إلى الجمعة الأخرى21)).

هكذا يحرص الإسلام على انتشال المرء من كل ما يشينه, فيضفي عليه ما يزينه، ويحببه إلى الآخرين زارعاً للمحبة والألفة بين أبناء المجتمع الإسلامي.

أخي المسلم: بعد هذا كله أظنك عرفت شأن المسجد، وأهمية الصلاة عند أولئك الأفذاذ, فهل لنا أن نقتفي أثرهم، ونترسم خطاهم لغرس شأن المساجد والصلاة في نفوس لأبنائنا؟ أم نترك الحبل على الغارب لأبنائنا، فتقلبهم المؤثرات وتعصف بهم التيارات المختلفة؟ مما يجعلهم في عزلة عن مبادئهم وأخلاقهم وآدابهم، فيكونوا عبئاً على أمتهم ومجتمعهم!!

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالكرام فلاح

الوقفة الأخيرة: مع أهل النفوس السليمة والعقول المستقيمة:

إن إحياء أهمية الصلاة, ومكانة المسجد؛ لدى الناس مسئولية الجميع، لا يمكن أن تغرس في النفوس إلا بتظافر جهود المخلصين من مربين ومعلمين, ودعاة ومحتسبين, ويأتي هذا عبر الكلمة الصادقة, والتوجيه السديد, والقصة المؤثرة، أما الحوافز المادية مع الصغار فذات أثر عجيب.

وينشأ ناشئ الفتيــان منــا             على مـا كـان عـوده أبـوه

والنفس كالطفل إن تتركه شب على                  حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

أخيراً: أخي في الله: كن خير هاد وداعية، واعلم أن من دل على خير كان له من الأجر مثل أجور من تبعه, وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، فصلاح الأمة يكون بجهود الدعاة المخلصين، والله أسأل أن يهدينا إلى أحسن الأخلاق والأعمال, وأن يجنبنا سيئها إنه أهل الجود والإكرام.

وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين.


 


1 – رواه مسلم (1/394) رقم (564).

2 – رواه البخاري (2/682).

3 – رواه البيهقي الكبرى (7/78) رقم (13232)؛ و النسائي (7/61) رقم (3939)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح ؛ وأحمد في المسند رقم (12315)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

4 – رواه النسائي الكبرى (5/427).

5 – رواه أبي داود (4/76).

6 – رواه مسلم (2/848).

7 – رواه مسلم (4/ 1814) رقم (2330).

8 – سورة الأعراف: 31.

9 – رواه أبو داود (1/178) برقم (455)، ورواه بقية الخمسة إلا النسائي، ورجاله ثقات، وقال الشيخ الألباني: صحيح.

10 – رواه ابن ماجه (1/247) برقم (750)، وفي إسناده ضعيف، فإن الحارث بن نبهان متفق على ضعفه.

11 – مصنف ابن أبي شيبة (5/304) ،رقم (26330).

12 – مصنف ابن أبي شيبة (5/304) ، رقم (26333).

13 – مصنف ابن أبي شيبة (5/304) رقم (26334).

14 – مصنف ابن أبي شيبة (5/304) ، رقم (26335).

15 – مصنف ابن أبي شيبة (5/304)، رقم (26329).

16 – مصنف بن أبي شيبة (2/305)؛ والآداب الكبرى (3/529).

17 – سورة الأعراف :31.

18 – رواه مسلم (1/93) رقم (147).

19 – رواه ابن حبان في صحيحه (12/294)، رقم (5483) عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – زَائِرًا فِي مَنْزِلِنَا، فَرَأَى رَجُلاً شَعْثًا، فَقَالَ: أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ، وَرَأَى رَجُلاً عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَا يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ.

20 – رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1/419)، رقم (1046)، وقال: إسماعيل بن علية من الثقات الذي أجمعا على إخراجه.

21 – رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1/428)، رقم (1074)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.