غار حراء (دروس وعبر)

 

 

غار حراء (دروس وعبر)

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وبعث إلينا بخير الأنام محمد النبي الأمي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

فقد سمعت الأمة بسيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ونُقل عنه عليه الصلاة والسلام تفصيلات دقيقة من حياته الشريفة، وكان في كل ما نُقل عنه إلينا دروس وعبر يرتقي بها البشر، ويصلون بها إلى ربهم، ويدفعهم بها إلى المنازل العالية في الدنيا والآخرة، وها نحن الآن نقف مع مشهد من مشاهد السيرة العطرة، وقف عنده التاريخ يسمع أخباره، ويصغي إلى تفاصيله.

إنها وقفات مع غار حراء ذلك الغار الصغير الذي كان يأوي إليه النبي   يناجي فيه ربه، ويدعوه ويجدد اتصاله بمولاه، غار حراء الذي جاء خبره في السنة المطهرة وفي أصح كتبها، نقف معه متأملين في خباياه علَّنا نرى ما تعتبر بها قلوبنا،وتصلح به أحوالنا:

فقد جاء في صحيح البخاري رحمه الله تعالى أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان أول ما بدئ به رسول الله   الرؤيا الصادقة في النوم؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء؛ فكان يلحق بغار حراء، فيتحنث فيه (قال: والتحنث التعبد) الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال رسول الله  : ((ما أنا بقارئ))، قال: ((فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}(العلق:1-5)، فرجع بها رسول الله   ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: ((زملوني، زملوني))، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، قال لخديجة: ((أي خديجة ما لي، لقد خشيت على نفسي))، فأخبرها الخبر، قالت خديجة: كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل (وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرئ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي)، فقالت خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، قال ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي   خبر ما رأى، فقال: ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً ذكر حرفاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أو مخرجي هم؟))، قال ورقة: نعم لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي، وإن يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله  ” رواه البخاري (4670) واللفظ له، ومسلم (252).

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “غار حراء وهو الغار الذي في أعلى الجبل المسمى جبل النور شرقي شمال مكة على يمين الداخل إليها”1.

وهو المكان الذي كان يخلو به النبي   مع ربه، فيمكث فيه الليالي والأيام مترفعاً عن الغفلة التي كان يعيشها قومه آنذاك، متنزها عن الجهل الذي عشعش بين أهل بلده، جامعاً بين التعبد لله، والإحسان إلى الخلق، حتى سموه بالصادق الأمين، فإن ابتعاده عن البيئة الجاهلية، وانشغاله بالاتصال بالله تعالى؛ لا يعني أن يسيء التعامل مع قومه وأفراد حيه يقول الإمام السعدي رحمه الله: “فكان من رغبته العظيمة فيما يقرب إلى الله أنه كان يذهب إلى غار حراء الأيام ذوات العدد، ويأخذ معه طعاماً يطعم منه المساكين، ويتعبَّد ويتحنث فيه، فقلبه في غاية التعلق بربه، ويفعل من العبادات ما وصل إليه علمه في ذلك الوقت الجاهلي الخالي من العلم، ومع ذلك فهو في غاية الإحسان إلى الخلق”2.

وفي التعبّد درس للمسلم والداعية ليستعين بعبادة الله تعالى على مقاومة نزعات النفس وشهواتها، ومغريات الحياة وأعراضها، ويتحمل مشاقّ الدعوة ومشاكلها وشدائدها، ويصبر على تربية الناس وتوجيههم، وما يصدر عنهم من إعراض أو مشاقّة للداعية، فإن التعبد بمثابة الزاد للداعية، فماذا كان بعد ذلك التحنث في غار حراء؟

ألم ينطلق النبي   بعد ذلك إلى الأمة بـ{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1)، وجاءه الأمر من ربه عز وجل: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ}(المدثر:1-2)، قم يا محمد للناس معلماً ومبشراً، قم للناس مربياً، واخْرُج لهم بنور الطاعة التي طالما اقتبسته في غار حراء.

ولعل من أسباب تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم للعبادة أنه سيخرج إلى الناس داعياً إياهم إلى عبادة الله، فسينشغل عما كان عليه في غار حراء؛ إلا على ما كتب الله له الاستمرار عليه، وهو يحتاج في دعوته إلى أكبر قدر من الصلة بالله، والتعبد له؛ فكانت سنوات عبادة، ثم جاءت سنوات عبادة ودعوة؛ يقول المباركفوري صاحب الرحيق المختوم: “لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه؛ حُبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السَّوِيق والماء، ويذهب إلى غار حراء في جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة – وهو غار لطيف طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع من ذراع الحديد – فيقيم فيه شهر رمضان، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.

وكان اختياره   لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة؛ نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى،وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ؛ دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله”3.

وقد كان تعبد النبي   في شهر رمضان، وهو الاعتكاف الذي كان موجوداً عند قريش مما بقي عندهم مِنْ الشرائع السابقة، بل قد كان جدُّ النبي عليه والسلام يعتكف في غار حراء حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فحل محله في الغار، قال ابن حجر رحمه الله: “قلت: وكأنه مما بقي عندهم من أمور الشرع على سنن الاعتكاف، وقد تقدم أن الزمن الذي كان يخلو فيه كان شهر رمضان، وأن قريشاً كانت تفعله؛ كما كانت تصوم عاشوراء، ويزاد هنا أنهم إنما لم ينازعوا النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء مع مزيد الفضل فيه على غيره؛ لأن جده عبدالمطلب أول من كان يخلو فيه من قريش، وكانوا يعظمونه لجلالته، وكبر سنه؛ فتبعه على ذلك من كان يتأله، فكان   يخلو بمكان جده، وسلَّم له ذلك أعمامه لكرامته عليهم”4.

واتخاذ النبي   لغار حراء مكان عبادة جعل منها بعضهم لطيفة من اللطائف، فجمع بين مكان الغار وبين ما كان يفعله النبي   في الغار من الخلوة والتعبد قال ابن حجر رحمه الله: “قال ابن أبي حمزة: الحكمة في تخصيصه بالتخلي فيه أن المقيم فيه كان يمكنه رؤية الكعبة، فيجتمع لمن يخلو فيه ثلاث عبادات: الخلوة، والتعبد، والنظر إلى البيت”5.

ويصور لنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ما كان في الغار، وما خرج للأمة من ذلك الغار، والمراحل التي مرَّت بها حياة المصطفى في هذه الفترة فيقول: “كان محمد   يهجر مكة كل عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء، وهو غار على مسافة بضعة أميال من القرية الصاخبة، في رأس جبل من هذه الجبال المشرفة على مكة، والتي ينقطع عندها لغو الناس، وحديثهم الباطل، ويبدأ السكون الشامل المستغرق في هذه القمة السامقة المنزوية، كان محمد صلى الله عليه وسلم يأخذ زاد الليالي الطوال، ثم ينقطع عن العالمين متجهاً بفؤاده المشوق إلى رب العالمين، في هذا الغار المهيب المحجب، كانت نفس كبيرة تطل من عليائها على ما تموج به الدنيا من فتن ومغارم، واعتداءوانكسار، ثم تتلوى حسرة وحيرة؛ لأنها لا تدري من ذلك مخرجاً، ولا تعرف له علاجاً، في هذا الغار النائي كانت عين نفاذة محصية تستعرض تراث الهداة الأولين من رسل الله فتجده كالمنجم المعتم لا يستخلص منه المعدن النفيس إلا بعد جهد جهيد، وقد يختلط التراب بالتبر فما يستطيع بشر فصله عنه.

في غار حراء كان محمد  يتعبد، ويصقل قلبه، وينقي روحه، ويقترب من الحق جهده، ويبتعد عن الباطل وسعه، حتى وصل من الصفاء إلى مرتبة عالية انعكست فيها أشعة الغيوب على صفحته المجلوة، فأمسى لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، في هذا الغار اتصل محمد   بالملأ الأعلى، ومن قبله شهد بطن الصحراء أخاً لمحمد  ؛ موسى يخرج من مصر فاراً متوحشاً، ويجتاز القفار ملتمساً الأمن والسكينة والهدى لنفسه وقومه، فبرقت له من شاطئ الوادي الأيمن نار مؤنسة، فلما تيممها إذا النداء الأقدس يغمر مسامعه، ويتخلل مشاعره: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}(طه:14)، إن شعلة من هذه النار اجتازت القرون لتتقد مرة أخرى في جوانب الغار الذي حوى رجلاً يتحنث ويتطهر نائياً بجسمه وروحه عن أرجاس الجاهلية ومساوئها، لكن الشعلة لم تكن ناراً تستدرج الناظر؛ بل كانت نوراً ينبسط بين يدي وحي مبارك، يسطع على القلب العاني بالإلهام والهداية، والتثبيت والعناية، فإذا محمد   يصغي في دهشة وانبهار إلى صوت الملك يقول له: (اقرأ) فيجيب مستفسراً: ((ما أنا بقارئ))، ويتكرر الطلب والرد لتنساب بعده الآيات الأولى من القرآن العزيز: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}(العلق:1-5).

إن محمداً   بشر مثلنا، لكن الوجود لا يعرف تفاوتاً بين أفراد جنس واحد، كما يعرف ذلك في جنس الإنسان، إن بعضهم أرقى من الأفلاك الزاهرة، وبعضهم الآخر لا يساوي بعرة، وإن كان الكل بشراً!! وذلك التفاوت واقع بين من لم يؤيدوا بوحي، فكيف إذا اصطفى إنسان ما، وزيدت أطوار كماله المعتاد طوراً آخر تومض فيه أشعة التسديد والتوفيق، والإرشاد والإمداد؟! {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ}(النحل:2).

إن الجنين بعد نفخ الروح فيه ينشئه الله خلقاً آخر يغاير الأطوار الستة الأولى التي مرَّ بها، سلالة الطين، فالنطفة، فالعلقة، فالمضغة، فالعظام، فالجسم المكسو باللحم..!! والأنبياء بعد اتصال الوحي بهم، وسريان روحه الجديدة في أرواحهم؛ يتحولون بشراً آخرين لا يدانيهم غيرهم أبداً في مجادة وإشراق، وهذا التغير الملحوظ سر تذكير الله لمحمد  بالقدرة التي خلقت الإنسان من علق، إن القدرة التي خلقت الإنسان العجيب من علقة طفيلية هي التي ستنساق بنعمة الله إلى جعل محمد بشراً رسولاً، يقرأ بعدما كان أمياً {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}(الشورى:52-53)”6.

ينزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي  ؛ فيفزع هذا النبي؛ويذهب إلى خديجة رضي الله عنها، فتقف الوقفة الفريدة التي كان لها أكبر الأثر في تهدئة روع رسول الله   تـثبته، وتذكره فضائله، وتشد من أزره، “كلاأبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”

فمضى يَخِفُّ إلى خديجةَ زوجِـهِ   مترقباً في حيـرة الوجلان
فإذا به يجد السعــادة والرضـا وتَقَـرُّ من تطمينها العينان
تالله لا يخزيك يا علمَ التـــقى يا واصل الأرحام والجيران
يا مسعف الفقـــراء في آلامها   يا مكرم الأيتام والضيفان
يـــا ماسح العبرات من آماقها ومخفف الآلام والأشجان
فكأنما كلماتها في ليــــنها شَهْدٌ وفي التأثير سحر بيان”7

هذه بعض الوقفات، ونسأل الله أن يجمعنا بنبينا صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السماوات والأرض، وأن يجعلنا من المتبعين لا المبتدعين، والله أعلم، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


1 الضياء اللامع من الخطب الجوامع (1/87) لمحمد بن صالح العثيمين، ط. الأولى، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد 1408هـ – 1988م.

2 تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن (4) لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، ط. الأولى، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد – المملكة العربية السعودية 1422هـ.

3 الرحيق المختوم (ص86)، لصفي الرحمن المباركفوري، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع – المنصورة، ط. الثانية 1420هـ، 2000م.

4 فتح الباري شرح صحيح البخاري (12/355)، لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار المعرفة – بيروت، تحقيق: محب الدين الخطيب.

5 فتح الباري (12/355).

6 فقه السيرة (1/78-79-80) لمحمد الغزالي، دار نهضة مصر، ط. الأولى.

7 الأبيات للشيخ ضياء الصابوني، انظر مجلة الجامعة الإسلامية (ص250)، عدد 53 عام 1402هـ.