رحلة جماعية للحج

رحلة جماعية للحج

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وخير داع إلى الصراط المستقيم، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله صحبه أجمعين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)(1)، وفي صحيح مسلم: (فقال رجل الحج وصيام رمضان قال: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعته من رسول الله  صلى الله عليه وسلم)(2).

وقد رتب الله على من حج بيته ثواباً عظيماً، وأجراً كبيراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)(3)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة)(4)، وجعله الله من مكفرات الذنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري.

والحج من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله) قال: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) قال: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور)(5).

والحج واجب على المستطيعين، والاستطاعة تكون بالقدرة وتوفر الزاد والراحلة وأمن الطريق، فإذا توفرت هذه الأشياء يجب على المسلم أن يحج، ولا يجوز له تركه.

ولما كان الحج بهذه المرتبة، فعلى المسلم الذي يريد الحج أن يتعلم أحكامه، حتى يكون حجه صحيحاً، ويحصل على الثواب المترتب عليه.

وينبغي لمن أراد أن يحج من أهل الحي أن يتواصل مع إمام المسجد لكي ينظم أصحاب المسجد رحلة الحج بالأمور التي تعود عليهم بالنفع.

وعلى القائمين على هذه الأعمال أن يقوموا بواجبهم تجاه إخوانهم ويفعلوا ما بوسعهم، ويمكن أن يعملوا ما يأتي لتنظيم رحلة الحج:

1-              حصر جميع من أراد الحج في الموسم.

2-              عقد درس للحجاج في أحكام الحج قبل السفر.

3-              تسجيل جميع الحجاج من أهل الحي مع حملة واحدة.

4-              توزيع المشرفين من الدعاة وطلبة العلم مع حجاج الحي، وشرحهم لمناسك الحج.

5-      توزيع الكتيبات والمطويات التي تخص أحكام الحج وفضائله، قبل السفر، ليطلع عليها الحاج، ويستفسر عن الشيء الذي لم يفهمه.

فبهذه الأشياء إن شاء الله يحصل الحاج على الخير الكثير، ويكون حجه صحيحاً، ومتقبلاً إن شاء الله.

نسأل الله أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.


1 – متفق عليه.

2 – رواه مسلم.

3 – رواه أحمد.

4 – رواه الترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان وابن خزيمة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2898)، والسلسلة الصحيحة (1200).

5 – متفق عليه.