دور الإمام في الأنشطة المسجدية

دور الإمام في الأنشطة المسجدية

دور الإمام في الأنشطة المسجدية

 

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

فإن إمام المسجد لا تقتصر وظيفته على إمامة الناس في الصلاة وإن كانت هذه أساس عمله, لكن مهام الإمام واسعة، فدوره يتمثل أيضاً في إحياء الأنشطة التي ينبغي ألا تهمل في المسجد، والمتمثلة في الأنشطة الدعوية والاجتماعية وغيرها, وفيما يلي بيان لتلك الأنشطة التي ينبغي الاهتمام بها من قبل الإمام بالإشراف والمشاركة والتوجيه وسنسردها كنقاط هكذا:

الإمام والنشاط الدعوي: ويتمثل في:

1- إلقاء الإمام لبعض الكلمات أحياناً فيما يتعلق بأحداث الساعة الهامة، وما يراه من ملحوظات على المصلين، تربية الناس على الإخلاص في القول والعمل، وعدم رؤيته – أي العمل – أو حتى طلب العوض عنه بمدح أو غيره فالله وحده هو المكافئ، وهذا لا يمنع من أن ينسب الفضل لأهله، لكن لا يكون على هيئة تكريم على الملأ فالله هو صاحب الفضل في الأولى والآخرة، حقيقة "فما أجمل التعامل مع الله".

2- إقامة مكتبة خيرية في المسجد، أو مكتبة للقراءة والإطلاع.

3- توجيه بعض البرامج المذكورة إلى النساء مثل: المحاضرات والكلمات وحلقات التحفيظ والمسابقات ونحوها بالتعاون مع دُور الذِّكْر في الحي.

4- إيجاد دوريات لنساء الحي تكون ذات مردود دعوي إيجابي، وتكون في إحدى دور الذكر أو بعض المدارس، وتشجيع نساء الحي بالالتحاق بدور التحفيظ، وحثهن على ذلك أفضل من وضع دوريات؛ لأننا بالتجربة لاحظنا أن الدوريات ربما أخذت طابعاً مغايراً عما وضع ورسم لها.

5- إقامة حلقة تحفيظ قرآن وما يتبعها من رحلات تربوية هادفة، سواء في داخل البلد أو خارجه مثل رحلة عمرة أو حج.

6- دعوة بعض الدعاة لإلقاء الكلمات من حين لآخر في المسجد، والتأكيد على المواضيع التي تهم المسلم.

7- إعداد مسابقة لأهل الحي لكل شهر أو شهرين وجوائزها.

8- التعاون مع النشطين في الحي، وذلك بتوزيع الكتب والأشرطة، ومتابعة المتهاونين في الصلاة، وزيارتهم، وكذلك باقي المنكرات.

9- التعاون مع أئمة المساجد المجاورة، والتنسيق معهم في صالح الدعوة، بحيث يكون للإمام اجتماع مع مجموعة من الأئمة في الأحياء المجاورة، والتنسيق معهم في طريق إيصال الخير إلى الجميع، وتحذيرهم من أسباب الفساد والعقوبة.

10- الاهتمام بالملصقات الدعوية التي تعلق في المسجد، وإعلانات المحاضرات.

11- القراءة عليهم بعد العصر حسب المصلحة، والقراءة عليهم بعد أذان العشاء حتى وقت الإقامة، في كل أسبوع يوم محدد؛ وذلك لنشر العلم الذي يسهم إسهاماً إيجابياً في صلاح المجتمع, من باب قول الله تعالى:  فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ  مرة في تفسير آيات، ومرة قراءة فتاوى.

12- الاهتمام بالرحلات الدعوية، وكذلك رحلة الحج والعمرة؛ باختيار مجموعة مناسبة، ومن يذهب معهم.

13- الاهتمام بالمواسم الدعوية مثل: رمضان، الحج، بل أيام المحن والنكبات لإخواننا المسلمين، ودعمهم مادياً ومعنوياً.

14- الاهتمام بالجاليات سواء العمالة، وكذلك الخادمات، وتوزيع الكتب والأشرطة عليهم، وربطهم بمكتب الجاليات في الحي، ووضع مسابقات لهم، والإجابة على فتاويهم وأسئلتهم، وحسن الخلق معهم، وحث أهل الحي على ذلك.

الإمام والنشاط الاجتماعي: ويتمثل في:

1- الإفادة من المتقاعدين في خدمات الحي وغيرها.

2- الشورى وعدم الاستبداد بالرأي في أي قضية صغرت أو كبرت؛ لأنه نوع من التعامل بالغلظة والشدة الذي يورث النفور، وكره الجماعة للإمام، وتؤدي إلى عدم الاجتماع على الخير، بل إلى كره المسجد أحياناً.

3- توثيق الصلة بالمسؤولين في الحي، والاستفادة منهم دعوياً واجتماعياً في إدارتهم التي يعملون فيها.

4- الحرص على إكرام أعيان الحي، ومعاملتهم معاملة خاصة تليق بهم، بما يعود على الحي بالخير.

 

5- المشاركة في دورية للجيران كبيرة كل شهر، ومصغرة كل أسبوع، فهي من أكبر الروابط في الحي، وقد شوهدت ثمارها في بعض الأحياء.

6- حصر التجار والمسؤولين في الحي، والارتباط بهم، أو ضمهم إذا أمكن في الدورية الشهرية، والاستفادة منهم، وكذلك مدراء المدارس، فالدعوة تحتاج إلى أمور كثيرة منها المال الذي يسهل كثيراً من أمور الدعوة، وكذلك المسؤولون الذين يساعدون على إيصال الخير إلى دوائرهم وأحيائهم.

7- أن يكون للإمام دور مع أقربائه وزملائه بإقامة دورية شهرية، أسبوعية، فلا يكفي في حيه، بل في كل من جالسه من قريب وزميل.

8- أن يكون لدورية الحي قسط ثابت يصرف في الكتاب، الشريط، محفظ القرآن، الجوائز..الخ.

9- العمل على إيجاد عمل جماعي مع أهل الحي، سواء كان للقيام بمشروعات معينة، أو لمواجهة سلبيات الحي.

10- الاهتمام بالمؤسسات والدوائر الموجودة في الحي، وذلك بتعاون الإمام وغيره من أهل الحي مع تلك الجهات فيما يخدم الصالح العام، وتوثيق صلته بهم، ومن أهم هذه الجهات:

أ‌- مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يخفى ما لهذه المراكز من خير، ومنع الفساد، وهي بحاجة ماسة إلى التعاون معها كل في حيه.

ب‌- مراكز الشرطة.

ت‌- مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، وهي في حاجة إلى كوادر كبيرة من أهل الحي كل فيما يجيده، سواء في لجنة الكتاب، الشريط، المسلم الجديد، الموارد المالية، الإدارة.

ث‌- الجمعيات الخيرية.

ج‌- البلديات، وموظفوها الميدانيون خاصة.

ح‌- إدارات المدارس في الحي… وغير ذلك "مراكز الأحياء"1.

نسأل الله التوفيق للجميع, وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.


 


1 مستفاد بتصرف يسير من:  http://www.islamselect.com/index.php?ref=11864&txt=