الحلم والأناة

الحـلم والأنـاة

الحـلم والأنـاة

 

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) سورة آل عمران. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) سورة النساء. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (7-71) سورة الأحزاب.

عباد الله:

نقف في يومنا هذا مع خلق كريم من الأخلاق الإسلامية, خلقٍ اتصف به الأنبياء والمرسلون, خلقٍ طالما افتقدناه في عصرنا الحاضر بين المسلمين ولم يتصف به إلا من رحم الله من المؤمنين, ذلكم الخلق الذي أثنى به النبي –صلى الله عليه وسلم- على أحد أصحابه أمام إخوانه من الصحابة؛ ليعلِّمهم –عليه الصلاة والسلام- أخلاق الدين الحنيف, ليتمسكوا بها, وليبين أن المسلم بحاجة إلى هذه الأخلاق الحميدة, فما ذلكم الخلق أيها المسلمون؟ إنه الحلم والأناة, فما معنى الحلم والأناة، وكيف يتصف المسلم بهذه الصفة الرفيعة؟!

الحلم -أيها الناس- هو: "ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب, والحلم حالة متوسط بين رذيلتين هما الغضب والبلادة, ونجد من الآيات التي وصفت الله بالحلم قد قرن فيها ذكر الحلم بالعلم كقوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) سورة الحـج. وهذا يفيد أن كمال الحلم يكون مع كمال العلم"1.

والأناة في لغة العرب: "لها عدد من المعاني منها الحلم والعقل والرزانة والوقار, واصطلاحاً: هي الروية والتفكير قبل الحكم، لتضاد بذلك معنى العجلة في الإقدام على قرار أو حكم قبل التبصر والتثبت, وتتفاوت درجات الناس في استجابتهم للمثيرات حولهم، فمنهم من يستثار لأتفه الأسباب فيطيش ويخطئ على عجل، ومنهم من تستثيره الشدائد فيتعامل معها بعقل وحكمة وأناة، فيخرج من شدتها مأجوراً مشكوراً. ومع هذا التفاوت فهناك علاقة وثيقة بين ثقة الفرد في نفسه وبين أناته مع الآخرين، وتجاوزه عن خطئهم، فكلما سما دينه وخلقه اتسع صدره، ووسع غيره بعلمه، وعذر من أخطأ، وتسامح مع من سفه عليه.

وقد كانت الأناة والحلم- صفة لازمة للأنبياء، مارسوها مع الناس، ونبهوا على أهميتها في حياة الإنسان، لذا كان رد الأنبياء على أقوامهم المكذبين والمتهمين لهم معلماً للبشرية، فنبي الله هود -عليه السلام- يقول لمن قالوا: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (66-68) سورة الأعراف. وما موقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابي الذي قال له: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ, فرد الرسول الكريم عليه: فَقَالَ: (وَيْلَكَ, وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟)2. ما هذا الرد الهادئ إلا شاهد على أناته عليه الصلاة والسلام"3.

وصفة الأناة صفة ممدوحة إلا أن تكون تأخراً عن واجب شرعي, أو وقوعاً في محظور شرعي, وكما أن للنبي أمثلة تدل على أناته وحلمه, فقد ثبت ما يدل على أن هناك مواطن لا ينبغي الحلم فيها؛ وذلك عندما تنتهك حرمات الله, فقد غضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لله لما أتاه أسامة يستشفعه في شأن المخزومية التي سرقت, فقَالَ: (أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ!) ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ, قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا ضَلَّ مَنْ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ, وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ, وَايْمُ اللَّهِ, لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا)4. وقال للذي تأخر عن الصلاة يوم الجمعة وجاء يتخطى رقاب الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب: (اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ)5.

فالحلم والأناة صفتان محمودتان عند الله تعالى وهما الأصل في التعامل, لكن لا يكون ذلك على حساب الأحكام والحدود الشرعية التي أمر بها الله -سبحانه وتعالى- أو رسوله عليه الصلاة والسلام.

ومما يدل على امتداح الشريعة الإسلامية لهذا الخلق النبيل: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- مدح الحلم وعظّم أمره فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-لأشجِّ عبد القيس: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ)6.

عباد الله:

"إذا كان الحلم من الخصال التي يحبها الله فهل استشعرنا هذا المعنى حال هجوم سَورة الغضب علينا؟ هل نستشعر أن هذه الخلة من محبوبات الله –عز وجل- فيحملنا ذلك الشعور على الصبر الجميل والحلم العظيم ونحن نقول بلسان الحال والمقال: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) سورة البقرة. وصف شريف ورداء نظيف يلبسه الله لمن يشاء من أوليائه الذين لا يرتدونه إلا احتساباً, ولا يرتدونه رياء وسمعة وخيلاء، فهذا نبي الله وخليله إبراهيم -عليه السلام- استحق وصف الحليم: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ (75) سورة هود.

ولقد بعث الله له من ذريته غلاماً حليماً ونبياً كريماً هو إسماعيل -عليه السلام-: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) سورة الصافات. ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- سيد الحنفاء والحلماء؛ قال عنه ربه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) سورة القلم. وقد قال الله -عز وجل- موصياً نبيه -عليه الصلاة والسلام- ومربياً الأمة على هذا الخلق: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) سورة الأعراف. ويقول سبحانه مثنياً على أصحاب هذا الخلق النبيل: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (133-134) سورة آل عمران.

إنها معالم نورانية للسالكين، وبراهين ربانية لشحذ همم السائرين، ترشدهم إلى الخلق الذي يستوعبون به الناس؛ لينقلوهم من ضيق النفوس إلى سعة القلوب والصدور, وإن من أحوج الناس لتلمس تلك الدلالات والمعاني الذين يتصدرون لدعوة الناس, فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. والنبي -صلى الله عليه وسلم- خالط الناس في دعوته بالاحتساب والصبر والحلم والأناة ولم يخالطهم بالفظاظة والغلظة والقسوة والغضب, وصدق الله: وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (159) سورة آل عمران. وحياته -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة دليل الصدق على سمو نفسه -عليه الصلاة والسلام- فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ, فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ, فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ, ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ, مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ, فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ ضَحِكَ, ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ"7. إنه موقف رهيب، وحلم عجيب، وبهاء وروعة، وسمو وتواضع, مصدره إيمان وحلم يزين جبين الرحمة المهداة والمنة المسداة لهذه البشرية الحائرة التي كانت قبل محمد -صلى الله عليه وسلم- لا تعرف ما معنى الرحمة ولا ما معنى الخلق.

فبالله عليكم -أيها المسلمون- لو كانت هذه المعاني مستحضرة في واقعنا وواقع تعاملنا مع عباد الله -عز وجل- كيف سيكون حال دعوتنا؟ كيف لو استحضر المعلم هذا المعنى مع طلابه ورواد درسه؟ وكيف لو استحضرت المعلمة ذلك مع طالباتها؟ وكيف لو تأمل الداعية والمربي والشيخ والعالم هذا الموقف من النبي -صلى الله عليه وسلم- وتمثله أصحاب الرسالات والدعوات في حياتهم، كيف سيكون حال الناس؟

إن الشعور النبوي الكريم والشفقة على الخلق قد فاضت حتى انطبعت في قلوب أتباعه وأصحابه حباً وتضحية يفوق وصف الواصفين، وقبولاً ماله نظير، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهو الرحمة التي أنقذ الله بها البشرية من غول التيه والحيرة, فيا معشر الدعاة, يا معشر المربين, يا معشر العلماء والفضلاء والنبلاء الحلم الحلم فإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فلتسعوهم بأخلاقكم"8.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا, وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان, واجعلنا من الراشدين, اللهم ارزقنا علماً نافعاً, وحلماً وكظماً للغيظ سرمداً دائماً, واعف عنا واغفر لنا وارحمنا, أنت مولانا, فانصرنا على القوم الكافرين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور, وتبارك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور, والحمد لله الذي شرع لعباده ويسر ودعاهم لما تزكو به نفوسهم وتتطهر, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وكل شيء عنده بأجل مقدر, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بشر وأنذر, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما أشرق الضياء وأنور, وسلًم تسليماً, أما بعد9: عبد الله:

اعلم أن الحلم أفضل من كظم الغيظ؛ لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلم أي تكلف الحلم، ولا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتياداً فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب، وهو الحلم الطبيعي، وهو دلالة كمال العقل واستيلائه وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل، ولكن ابتداؤه التحلم وكظم الغيظ تكلفاً.

قال علي -رضي الله عنه-: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك". وقال أكثم بن صيفي: دعامة العقل الحلم وجماع الأمر الصبر.

وقال أنس بن مالك –رضي الله عنه- في قوله تعالى: فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) سورة فصلت " إلى قوله: عَظِيمٍ "هو الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي"10. ويقول أبو سليمان الداراني: "جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيه خصالاً: الكرم والسخاء والحلم والرأفة"11.

وقال معاوية لعرابة بن أوس: بم سدت قومك يا عرابة؟ قال: يا أمير المؤمنين كنت أحلم عن جاهلهم وأعطي سائلهم وأسعى في حوائجهم, فمن فعل فعلي فهو مثلي, ومن جاوزني فهو أفضل مني, ومن قصر عني فأنا خير منه.

وقال محمود الوراق:

سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب وما الناس إلا واحـد مـن ثلاثـة فأما الذي فوقي فأعـرف قـدره  

 

وإن كثرت منـه علـيَّ الجرائم شريف ومشروف ومثلي مقـاوم وأتبع فيـه الحـق والحـق لازم

 

قال عمر -رضي الله عنه-: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار والحلم, وتواضعوا لمن تتعلمون منه, وليتواضع لكم من يتعلم منكم, ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم". ويقال ما آتى الله عبداً علماً إلا آتاه معه حلماً وتواضعاً وحسن خلق ورفقاً, فذلك هو العلم النافع.

قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، قيل: فما بلغ من حلمه؟ قال: بينما هو جالس في داره إذ أتته خادمة له بسفود عليه شواء فسقط السفود من يدها على ابن فعقره فمات، فدهشت الجارية، فقال: ليس يسكن روع هذه الجارية إلا العتق فقال لها: أنت حرة لا بأس عليك12.

وهكذا فالناس دائماً في حاجة إلى كنف رحيم, وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحة, وإلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم, إنهم في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائماً الاهتمام والرعاية، والعطف والسماحة والود والرضا, وهكذا كان قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة، وهكذا كانت حياته مع الناس, ما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري,   وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (159) سورة آل عمران. أي: فاعف عنهم فيما يختص بك واستغفر لهم فيما لله تعالى.

 فما أحوج الدعاة إلى الله إلى أن يعوا مسؤوليتهم ويحملوا تبعتهم وأن يضيئوا طريقهم بهديه صلى الله عليه وسلم13.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وانصر الإسلام والمسلمين, اللهم عليك بأعداء الدين, اللهم شتت شملهم, وفرق جمعهم, وانصرنا عليهم يا رب العالمين, وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.


 


1 من موقع المختار الإسلامي.

2 رواه البخاري (3341) ومسلم (1761).

3 من مقال لـ(أ.د/أبو اليزيد العجمي). في كتاب مفاهيم إسلامية بتصرف يسير.

4 رواه البخاري (6290) ومسلم (3197).

5 رواه أبو داود (643) وأحمد (17014) وابن ماجه (1105) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (155).

6 رواه مسلم -24- (1/107).

7 رواه البخاري -5362- (18/124) ومسلم -1749- (5/280).

8 موقع المختار الإسلامي.

9 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لـ(ابن عثيمين).

10 فتح القدير – (ج 6 / ص 357).

11 عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لـ(ابن قيم الجوزية).

12 إحياء علوم الدين لـ(الغزالي).

13  مجلة البيان العدد 54 ص10 صفر 1413هـ.