الغياب المتكرر لمعلم القرآن

الغياب المتكرر لمعلم القرآن

الغياب المتكرر لمعلم القرآن

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن معلم القرآن الكريم قائم على ثغرة من ثغرات الإسلام التي يجب على الأمة أن توليها عناية كبيرة؛ لأن القرآن الكريم هو الحبل المتين الذي يربط المسلمين بربهم – سبحانه وتعالى -، ومما يجدر التنبيه عليه هنا أن معلم القرآن ينبغي عليه – قدر الاستطاعة – أن يحافظ على الحضور إلى الحلقة للتدريس، وأن يكون قدوة صالحة في حضوره ومواظبته؛ لأن الطالب يقتدي به في كثير من أعماله وأقواله، والغياب المتكرر من المعلم له سلبيات كثيرة نذكر منها:

1-   التأخر في حفظ الطلاب ومراجعتهم، مما يؤدي إلى البقاء أياماً كثيرة وأشهراً في حفظ صفحات أو سور من القرآن الكريم.

2-   الضعف الظاهر في حفظ الطلاب وإتقانهم للقرآن؛ ويعود ذلك لقلة العرض على المعلم.

3-  ضعف هيبة المدرس في قلوب طلابه؛ لأن الإنسان المثالي الذي يحترم عمله وأفراد إدارته له من التقدير في قلوب الناس ما هو معلوم.

4-   قلة اهتمامهم بالحلقة، فتصبح الحلقة مجرد حضور للترويح عن النفس، أو الالتقاء بالأصحاب.

5-  أن المدرس يعكس ذلك الغياب على طلابه؛ بحيث يتغيب الطالب عن كثير من مهامه اليومية، ما دام أن معلمه قدوة له في ذلك!.

6-   الفوضى التي يحدثها غياب المدرس عن الحلقة.

وغير ذلك من السلبيات التي تؤثر على سير الحلقة القرآنية التي يراد لها أن تنجح دائماً.

ويمكن أن يعالج المدرس كثرة غيابه بحلول كثيرة منها:

1-  أن يجعل للحلقة القرآنية هماً كبيراً وحيزاً واسعاً في قلبه خاصة إذا كان مكلفاً بها من جهة ما؛ لأنها حينئذ أمانة يسأل عنها وعن ضياعها؛ ولأنها ثغرة عظيمة من الثغرات التي يقوم عليها تربية للجيل وتعليماً لهم.

2-  أن يتذكر المعلم أجر تعليم القرآن الكريم، والذي أشار إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – في قوله: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلون على معلم الناس الخير)1، والقرآن الكريم خير الخير.

3-    أن يتذكر المعلم السلبيات التي تنتج عن تكرر غيابه والتي أشرنا إلى بعضها سابقاً.

4-  أن يحذر من مخالفة قوله لفعله، حيث ذم القرآن الكريم ذلك أشد الذم، ومعلوم أن المعلمين يحثون الطلاب على عدم الغياب والمبادرة في الحضور؛ فإذا وقع المعلم فيما نهى عنه أو ترك ما حث عليه فلا شك أنه قد وقع في خطأ.

5-  في حالة وجود عذر لغياب المعلم فينبغي له أن يأتي له ببديل مناسب، أو يجعل الطلاب يراجعون فيما بينهم، أو نحو ذلك من الحلول.

6-  إذا كان المعلم كثير الغياب ولا يقدر على المضي في حلقته إلى الأمام فعليه تركها لمدرس آخر يستطيع أن يأخذ بزمامها إلى أهدافها المرجوة.

والله الموفق إلى كل خير والهادي إلى صراط مستقيم.


 


1 رواه الترمذي وصححه الألباني.