حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه

حج أبي بكر الصديق رضي الله عنه

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الذي آمن بالله حق الإيمان وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس، وواساه بماله حين حرمه الناس، وهو الذي هاجر معه ولاقى في هجرته أصناف البلاء والأذى في الله تعالى، هذا الصحابي الجليل الذي كان بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام حامي حمى الإسلام، ورادع الردة والطغيان، ورافع لواء الحق والإيمان، فرضي الله عنه وأرضاه.

وفي آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومع اقتراب موسم الحج أمر أبا بكر أن يحج بالناس، فيكون أميراً عليهم، وقائداً لهم، وكان ذلك في السنة التاسعة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية شهر رمضان وشوالا وذا القعدة ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج من سنة تسع ليقيم للمسلمين حجهم والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم، فخرج أبو بكر رضي الله عنه ومن معه من المسلمين.

نزول براءة في نقض ما بين الرسول والمشركين:

ونزلت (سورة) براءة في نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذي كانوا عليه فيما بينه وبينهم أن لا يصد عن البيت أحد جاءه ولا يخاف أحد في الشهر الحرام. وكان ذلك عهداً عاماً بينه وبين الناس من أهل الشرك، وكانت بين ذلك عهود بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبائل من العرب خصائص، إلى آجال مسماة، فنزلت فيه وفيمن تخلف من المنافقين عنه في تبوك وفي قول من قال منهم فكشف الله تعالى فيها سرائر أقوام كانوا يستخفون بغير ما يظهرون، منهم من سمى لنا، ومنهم من لم يسم لنا، فقال عز وجل: {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) سورة التوبة. أي لأهل العهد العام من أهل الشرك{فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ*وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} أي بعد هذه الحجة {فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} أي العهد الخاص إلى الأجل المسمى {ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ*فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} يعني الأربعة التي ضرب لهم أجلاً {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ*وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} أي من هؤلاء الذين أمرتك بقتلهم {اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ}. ثم قال: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ} الذين كانوا هم وأنتم على العهد العام أن لا يخيفوكم ولا يخيفوهم في الحرمة ولا في الشهر الحرام {عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} وهي قبائل من بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم يوم الحديبية ، إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش ، فلم يكن نقضها إلا هذا الحي من قريش، وهي الديل من بني بكر بن وائل ، الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم . فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن نقض من بني بكر إلى مدته {فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}. ثم قال تعالى: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} أي المشركون الذين لا عهد لهم إلى مدة من أهل الشرك العام {لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} (2-8) سورة التوبة.

قال ابن هشام: الإل: الحلف. والذمة العهد.

اختصاص الرسول علياً بتأدية " براءة " عنه:

قال ابن إسحاق: وحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي رضوان الله عليه أنه قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر فقال: "لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي"، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له: "اخرج بهذه القصة من صدر براءة، وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته" فخرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء حتى أدرك أبا بكر بالطريق فلما رآه أبو بكر بالطريق قال أأمير أم مأمور؟ فقال بل مأمور ثم مضيا. فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية، حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عرياناً، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم أو بلادهم، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة فهو له إلى مدته. فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان. ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن إسحاق: فكان هذا من براءة فيمن كان من أهل الشرك من أهل العهد العام وأهل المدة إلى الأجل المسمى.1

فوائد مما سبق ذكره:

لقد كانت تربية المجتمع وبناء الدولة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم مستمرة على كل الأصعدة والمجالات العقائدية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والتعبدية، وكانت فريضة الحج لم تمارس في السنوات الماضية، فحجة عام 8هـ بعد الفتح كُلِّف بها عتَّاب بن أسيد، ولم تكن قد تميزت حجة المسلمين عن حجة المشركين.

وإن نزول صدر سورة براءة يمثل مفاصلة نهائية مع الوثنية وأتباعها، حيث منعت حجهم وأعلنت الحرب عليهم.2

وقد أُمهل المعاهدون لأجل معلوم منهم إلى انتهاء مدتهم، فقال تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} التوبة: 4.

كما أمهل من لا عهد له من المشركين إلى انسلاخ الأشهر الحرم، حيث يصبحون بعدها في حالة حرب مع المسلمين، قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة: 5.

وقد كلف النبي صلى الله عليه وسلم عليًا بإعلان نقض العهود على مسامع المشركين في موسم الحج، مراعاة لما تعارف عليه العرب فيما بينهم في عقد العهود ونقضها، ألا يتولى ذلك إلا سيد القبيلة أو رجل من رهطه، وهذا العرف ليس فيه منافاة للإسلام؛ فلذلك تدارك النبي صلى الله عليه وسلم الأمر وأرسل عليًا بذلك، فهذا هو السبب في تكليف علي بتبليغ صدر صورة براءة، لا ما زعمته الرافضة من أن ذلك للإشارة إلى أن عليًا أحق بالخلافة من أبي بكر، وقد علق على ذلك الدكتور محمد أبو شهبة فقال: ولا أدري كيف غفلوا عن قول الصديق له: أمير أم مأمور؟ وكيف يكون المأمور أحق بالخلافة من الأمير؟!

وقد كانت هذه الحجة بمثابة التوطئة للحجة الكبرى وهي حجة الوداع.

لقد أعلن في حجة أبي بكر أن عهد الأصنام قد انقضى، وأن مرحلة جديدة قد بدأت، وما على الناس إلا أن يستجيبوا لشرع الله تعالى، فبعد هذا الإعلان الذي انتشر بين قبائل العرب في الجزيرة، أيقنت تلك القبائل أن الأمر جد، وأن عهد الوثنية قد انقضى فعلاً، فأخذت ترسل وفودها معلنة إسلامها ودخولها في التوحيد.3

ليعلم من يشاء أن تشريع قانون يمحو الوثنية -كتشريع قانون يمحو الأمية- عمل إنسان نبيل، وأن اعتراضاً عليه لا يصدر من رجل يؤثر الخير للأمم ويتمنى لها السمو والكرامة.

وبحسب الإسلام أنه ظل اثنين وعشرين عاماً يحارب الخرافة بالتعليم والتربية كلما أتيحت له فرص لنشر المعرفة وغرس الآداب، وبالقصاص والقتال كلما وقف في طريقه الجهل والضُّلَّال يبطلون سعيه أو يصدون عنه.

وقد منح الإسلام الوثنية أول الأمر حق الحياة، وترك من يرتد عنه يرجع إليها إذا شاء، ولم يفعل ذلك إعزازاً لها، إنما هو حسن ظن بعقل الإنسان وضميره!.

فقلَّ من يسفهون أنفسهم ويتركون تعظيم الله، إلى صورة من حجر أو خشب أو طعام.

فلما تبين أن الوثنيين يستخفون بكل شيء، وأنهم يستغلون الحق الممنوح لهم في الفتنة والعدوان والقتل لم يبق لتركهم من حكمة.

إن الكلب العقور لا يترك طليقاً، فإذا أفلت من قيده فأهدر دمه، فمن السفه اعتبار ما حدث جريمة قتل.

والذين يظنون أو يحلو لهم الظن بأن الإسلام عندما طارد الوثنية خنق حرية الرأي! هم أشخاص واهمون أو مغرضون.

وعلى هدى التجارب والمصائب التي عاناها المسلمون طوال اثنتين وعشرين عاماً تعرف سر الغضب الذي اشتغل آخر الأمر، ولِمَ نزل الوحي يعالن المشركين بالقطيعة ويرفض منهم كل اعتذار؟ ثم يسرد ما أسلفوا من سيئات على أنه خليقة فيهم، ولم ينفكوا عنها يوماً، ولا ينفكوا منها أبداً.

ومن ثم فلا مكان لأصنامهم بعد المهلة المضروبة لهم {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ * فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}.

ومن قبل هذا النذير المخوف ومن بعده كانت أفواج الوافدين تنطلق صوب المدينة تتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن تخلع رداء الجاهلية، وتدخل في الدين الحق.4

لقد كان في حجة أبي بكر رضي الله عنه -إضافة إلى ما سبق- عبر عظيمة ودروس عديدة ينبغي للمسلم الاستفادة منها والقطف من جناها، فمن ذلك:

1. امتثال أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأبو بكر رضي الله عنه عندما جاءه علي رضي الله عنه قال: أأمير أم مأمور؟ ويفهم منه أنه لو كان أميراً بأمر الرسول لترك أبو بكر الإمارة لعلي، ولكن أجابه عليه بقول: بل مأمور. وهذا يدل على المستوى الرفيع الذي بلغه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الطاعة والانضباط والانقياد لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولهذا حازوا شرف السبق والصحبة والفضائل كلها. فينبغي للمسلم والمسلمة إذا جاءهم أمر من الله ورسوله أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، ليكتب الله لهم في ذلك حبه وتوفيقه في الدنيا والآخرة.

2. في هذه الحجة تظهر فضيلة لأبي بكر وفضيلة لعلي رضي الله عنهما. فأبو بكر أمير على المسلمين، وعلي مبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3. فيها بيان فضل أبي بكر على سائر الصحابة، فلم يول رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الحدث الضخم والرحلة الكبيرة إلى بيت الله إلا رجلاً يعلم مكانته من نفسه وعند الله رب العالمين. وكذلك تظهر هنا فضيلة أبي بكر على علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقد بين علي أنه مأمور من الرسول وأن بقاء إمارة أبي بكر تدل على أنه لم يتغير شيء من الأمر، ولو كان علي –كما تزعم الرافضة- أفضل من أبي بكر لكان وُلِّي على هذه الحجة الكبيرة والمسيرة الهائلة إلى بيت الله بجموع المسلمين، مع ما اتخذ في هذه الحجة من أحكام كبيرة وقوانين شديدة على الكفار والمنافقين، فأي عاقل يقول بعد هذا: إن علياً أفضل من أبي بكر وأنه أولى بالخلافة؟ بل إن في هذا الحدث دليلاً وتلميحاً لأبي بكر بأنه الخليفة بعد رسول الله لأن ذلك وقع في آخر حياة المعصوم عليه السلام.

4. أن الجنة لا تدخلها إلا نفس مؤمنة طيبة، ولا مجال للكافرين فيها، وليعلم العالم أن طريق الجنة مسدود إلا طريق محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، فمن لم يؤمن به فهو في النار، ومن لم يسلك طريقه للوصول إلى الجنة فقد ضل وهلك. وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام بواسطة علي ذلك الأمر أتم بيان ووضحه أتم وضوح حتى لا يبقى لذي كلام عذراً أو حجة عن الله تعالى.

نسأل الله أن يمن علينا بحج بيته العظيم، وأن يختم لنا بخاتمة حسنة طيبة مباركة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.


1 سيرة ابن هشام (2/543-545).

2 السيرة النبوية لأبي شهبة (2/536).

3 المصدر السابق. وكتاب (السيرة النبوية للصلابي 2/755-756).

4 فقه السيرة، للغزالي، ص 361-362