عاشوراء

عاشوراء

 

الحمد لله رب العالمين، نحمده – تعالى – ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونصلي ونسلم على البشير النذير، والداعي إلى الله بإذنه، والسراج المنير – صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين -، أما بعد:

فإنَّ مواسم الخيرات والبركات، وأسواق الآخرة ورفع الدرجات؛ لا تزال تتوالى على هذه الأمة المرحومة، فإنها لا تخرج عن موسم من مواسم الطاعة والبر والخير؛ إلاّ وتستقبل موسماً آخر، ولا تفرُغ من عبادةٍ إلاّ وتنتظرها أخرى، وهكذا ما ودّع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، وما أن ينقضي ذو القعدة إلاّ ويُكرَمون بعشر ذي الحجة، وما أن انتهى شهر الحج حتى أكرم الله الأمة بيوم عاشوراء.

ويوم عاشوراء من أيام الله المباركة التي جعلها الله – عز وجل – فرصة لعباده للتقرب إليه وطاعته، والتخلص من أدران الذنوب والمعاصي.

وليوم عاشوراء فضل عظيم، وأجر كبير فقد روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ – رضي الله عنه – قال: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))1، وكان النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يوجب صومه في العهد المكي فقد روى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: ((صَامَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ))2، وكان الناس في الجاهلية يصومون عاشوراء فقد روى البخاري عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ – رضي الله عنه – أَنَّ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: "كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ"3.

وحرص النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – على صيامه، بل في آخر حياته حدد أن صوم العاشر ينبغي أن يخالف فيه اليهود من ناحية صوم يوم قبله، أو يوم بعده؛ فقد جاء عنه – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال فيما رواه ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ))4 قال ابن حجر – رحمه الله تعالى -: "فَإِنَّهُ ظَاهِر فِي أَنَّهُ – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَانَ يَصُومُ الْعَاشِرَ، وَهَمَّ بِصَوْمِ التَّاسِعِ، فَمَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَا هَمَّ بِهِ مِنْ صَوْم التَّاسِعِ يَحْتَمِلُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ بَلْ يُضِيفُهُ إِلَى الْيَوْمِ الْعَاشِرِ إِمَّا اِحْتِيَاطاً لَهُ، وَإِمَّا مُخَالَفَةً لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهُوَ الْأَرْجَحُ"5.

"وقَدْ صَرَّحَ اِبْن عَبَّاس – رضي الله عنهما – بِأَنَّ النَّبِيّ – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ((لَئِنْ بَقِيت إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِع)) فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الَّذِي كَانَ يَصُومهُ هُوَ الْعَاشِر، وَعُلِمَ أَنَّ الْمُخَالَفَة الْمُشَار إِلَيْهَا بِتَرْكِ إِفْرَاده، بَلْ يُصَام يَوْم قَبْله أَوْ يَوْم بَعْده، وَيَدُلّ عَلَيْهِ: أَنَّ فِي رِوَايَة الْإِمَام أَحْمَد قَالَ رَسُول اللَّه – صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَئِنْ بَقِيت إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِع – يَعْنِي لِصَوْمِ عَاشُورَاء -، وَخَالِفُوا الْيَهُود فَصُومُوا قَبْله يَوْماً، وَبَعْده يَوْماً))"6 فَذِكْر هَذَا عَقِب قَوْله "لَأَصُومَنَّ التَّاسِع" يُبَيِّنُ مُرَاده.7

حكم صيام عاشوراء:

عاشوراء يوم عظيم من أيام الله، وكما تقدم أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يصومه، ولكن حكمه أنه من السنن التي جاءت عنه – عليه الصلاة والسلام -، "وكَانَ مُفْتَرَضاً قَبْل أَنْ يَنْزِل فَرْض رَمَضَان ثُمَّ نُسِخَ"8، "وقد روى أهل السنن عَنْ حَفْصَةَ – رضي الله عنها – أنها قَالَتْ: "أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ"9.

مراتب صوم عاشوراء:

ذكر الإمام ابن حجر – رحمه الله تعالى – أن صيام عاشوراء على مراتب فقال: "وَصِيَام عَاشُورَاء عَلَى ثَلَاث مَرَاتِب: أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَام التَّاسِعُ مَعَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ"10.

عاشوراء السلف:

لم يأت عن أحد من السلف تعظيم هذا اليوم، أو اتخاذه عيداً، وإنما أكثر ما ورد أنهم كانوا يصومونه، فقد جاء في كتاب تهذيب الآثار للطبري قال: حدثنا ثوير قال: سمعت عبد الله بن الزبير على المنبر وهو يقول: "هذا يوم عاشوراء فصوموه، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يأمر بصومه"، قال أبو جعفر: واختلف السلف من الصحابة والتابعين في صوم يوم عاشوراء فكان بعضهم يصومه، ويرى له فضلاً في الصوم على سائر الأيام غيره سوى شهر رمضان، وكان بعضهم يكره صومه ولا يصومه11.

فضل صيامه:

عنْ أَبِي قَتَادَةَ – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))12.

أعمال عاشوراء بين السنة والبدعة:

وحين يتتبع الإنسان الأحاديث التي وردت عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، والتي تصف حاله في عاشوراء، وكيف كان هديه في ذلك اليوم، وما هي الأعمال التي كان يقوم بها – عليه الصلاة والسلام -؛ فإنه سيعلم علماً يقينياً الهدي النبوي في يوم عاشوراء، وما سوى ما جاء عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فهو أمر محدث بدعة، ثم ليعلم أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يخصص هذا اليوم بشيء من العبادة والتعظيم، وما أثر عنه شيء سوى أنه صامه فقط، ورغَّب في الصوم فعن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ – رضي الله عنه -: أَنَّ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ))13، وقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))14، هذا ما ورد عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في عاشوراء بمعنى أنه لم يجعله عيداً، وما أتى مخالفاً لما ورد عنه فهو أمر محدث، والله أعلم.

اعتقادات في عاشوراء:

·       عاشوراء عند اليهود:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – قَالَ: ((قَدِمَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)).15

·       عاشوراء عند المسلمين:

رغب الإسلام في صومه، ودلَّ على عظم الأجر والثواب على ذلك، فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ))16، وقال عليه – الصلاة والسلام -: ((وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ))17، ومع هذا لم يوجب صيامه، فقد نقلت لنا أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ))18 فهذا هو الهدي الذي سار عليه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في عاشوراء، وما سواه فباطل، إلا أنا نجد أن بعض المسلمين انقسموا في عاشوراء إلى فرقتين وطائفتين، فمنهم من اتخذه عيداً، ومنهم من اتخذه مأتماً، وقد تكلم شيخ الإسلام حول هاتين الطائفتين، وحكم عمل كل طائفة، وإليك نص الفتوى عنه – رحمه الله -: "سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ عَمَّا يَفْعَلُهُ النَّاسُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ الْكُحْلِ وَالِاغْتِسَالِ، وَالْحِنَّاءِ، وَالْمُصَافَحَةِ، وَطَبْخِ الْحُبُوبِ، وَإِظْهَارِ السُّرُورِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ إلَى الشَّارِعِ: فَهَلْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟ وَإِذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَلْ يَكُونُ فِعْلُ ذَلِكَ بِدْعَةً أَمْ لَا؟ وَمَا تَفْعَلُهُ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مِنْ الْمَأْتَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَطَشِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، وَقِرَاءَةِ الْمَصْرُوعِ، وَشَقِّ الْجُيُوبِ، هَلْ لِذَلِكَ أَصْلٌ أَمْ لَا؟.

فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَمْ يَرِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ، وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، لَا الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَلَا غَيْرِهِمْ، وَلَا رَوَى أَهْلُ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي ذَلِكَ شَيْئاً لَا عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا الصَّحَابَةِ، وَلَا التَّابِعِينَ لَا صَحِيحاً وَلَا ضَعِيفاً، لَا فِي كُتُبِ الصَّحِيحِ، وَلَا فِي السُّنَنِ، وَلَا الْمَسَانِيدِ، وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى عَهْدِ الْقُرُونِ الْفَاضِلَةِ، وَلَكِنْ رَوَى بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ مِثْلَ مَا رَوَوْا أَنَّ مَنْ اكْتَحَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَرْمَدْ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَمَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَمْرَضْ ذَلِكَ الْعَامَ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ، وَرَوَوْا فَضَائِلَ فِي صَلَاةِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَرَوَوْا أَنَّ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ تَوْبَةَ آدَمَ، وَاسْتِوَاءَ السَّفِينَةِ عَلَى الْجُودِيِّ، وَرَدَّ يُوسُفُ عَلَى يَعْقُوبَ، وَإِنْجَاءَ إبْرَاهِيمَ مِنْ النَّارِ، وَفِدَاءَ الذَّبِيح بِالْكَبْشِ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَرَوَوْا فِي حَدِيثٍ مَوْضُوعٍ مَكْذُوبٍ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ، وَرِوَايَةُ هَذَا كُلِّهِ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كَذِبٌ، وَلَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عيينة عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ كَانَ فِيهِمْ طَائِفَتَانِ، طَائِفَةٌ رَافِضَةٌ يُظْهِرُونَ مُوَالَاةَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ فِي الْبَاطِنِ إمَّا مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ، وَإِمَّا جُهَّالٌ وَأَصْحَابُ هَوًى، وَطَائِفَةٌ نَاصِبَةٌ تُبْغِضُ عَلِيّاً وَأَصْحَابَهُ لَمَّا جَرَى مِنْ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ مَا جَرَى"19.

وبعد هذا الكلام فإنه ينبغي على المسلم أن يتبع النبي – صلى الله عليه وسلم – في هديه، ويسير على وفق ما دلَّ عليه – صلى الله عليه وآله وسلم -؛ كي لا يزيغ ولا يضل، ويرجع عمله عليه فقد صح عن أم المؤمنين عَائِشَةُ – رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ))20.

نسأل الله العفو والعافية، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.


1 صحيح مسلم (1976).

2 صحيح البخاري (1759).

3 صحيح البخاري (1863).

4 صحيح مسلم (1917).

5 فتح الباري لابن حجر (ج6/ص280).

6 مسند أحمد (2047)، ومشكاة المصابيح(1/462).

7 عون المعبود (ج5/ص329).

8 فتح الباري لابن حجر (ج12/ص339).

9 مسند أحمد (ج53/ص414)، وضعفه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي (ج6/ص60).

10 فتح الباري لابن حجر (ج 6/ص280).

11 تهذيب الآثار للطبري (ج2/ص135).

12 صحيح مسلم (1976).

13 صحيح البخاري (1862).

14 صحيح مسلم (1976).

15 صحيح البخاري (1865)، ومسلم (1911).

16 صحيح مسلم (1917).

17 صحيح مسلم (1976).

18 سبق تخريجه برقم (3).

19 مجموع فتاوى ابن تيمية (ج6/ص108).

20 صحيح مسلم (3243).