مرافق المسجد

مرافق المسجد

 

الحمد لله رب العالمين،وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين،خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد:

فقد كانت المساجد في بداية بنائها مجردة ليس فيها أي مرافق أخرى يتطلبها نشاطها الذي كان يقوم به؛لما كان الناس في ذلك الوقت عليه من البساطةِ واليسرِ في أمرِ الحياةِ وما كانت هناك ضرورة ولا حاجة إلى شيء من ذلك، بينما كانت جميع أنشطة الحياة تدار في المسجد، والكثير منها تقع فيه، ولكن لانفتاح الدنيا على المسلمين وتوسع المدن وكثرة العمارات فيها وتنوع مجالات العمل والنشاط فاقتضت الضرورة إلى أن يزود المسجد بكثير من المرافق والملحقات لكي يحقق المسجد في المجتمع كثيراً من الأغراض والأهداف.

وتختلف الملحقات والمرافق لكل مسجد حسب مجتمعه وكثرتهم وما يحتاجون إليه من نشاط، فالجامع في المدينة غير الجامع في القرية لاختلاف المجتمعات التي تعيش في كل من المدينة والقرية.

أما الملحقات والمرافق اللازمة التي تساعد المسجد على أداء رسالته فهي:

1- دورات المياه الكافية والنظيفة التي تكون مزودة بالماء والكهرباء، والمجاري الواسعة، حتى توفر للمصلين إمكانية التطهر، والتجهز للصلاة، ويكون الإشراف عليها باستمرار حتى يحافظ على نظافتها وصيانتها.

2- أماكن وضوء تستوعب حاجة المترددين إلى المسجد، وذلك بكثرة الحنفيات، ومجالسها، والمياه الجارية النظيفة والكافية، فبهذه الوسيلة يكون المصلي قد وفر له ما يعينه على طهارته وصلاته.

3-   وللحرص على نظافة المسجد لا مانع من إحداث مكان خاص لوضع النعال وحفظها.

4- ملحق أو مصلى خاص بالنساء لا يكون مختلطاً بالرجال، لتتمكن النساء من أداء الصلاة فيه مع المسلمين والاستماع إلى مواعظهم ودروس العلم، ويزود بما يزود به المسجد من المصاحف والتفاسير وبعض الكتب اللازمة، ويزود بدورات للمياه منفصلة عن الرجال، حتى لا يكون هناك اختلاط.

5- مكتبة مؤثثة ومزودة بمختلف الكتب العلمية والثقافية، وتزود دائماً بكل جديد؛ لتكون مرجعاً لجميع من يحضر إلى المسجد.

6- فصول دراسية لتعليم القرآن الكريم، والعلوم الشرعية، منها ما هو للأطفال، ومنها ما هو للكبار، وقسم خاص للبنات.

7-   مكان لتغسيل الموتى وتكفينهم.

8- دار لرعاية المنقطعين أو المسافرين المحتاجين لمثل هذه الدار، وكذا طلبة العلم المنقطعين للدراسة في حلقات المسجد العلمية.

9- سكن مريح للإمام ليمكنه من المواظبة على جميع أوقات الصلاة والحرص عليها وعدم التأخر عنها، وآخر للمؤذن وثالث للقائم بأعمال النظافة والإشراف على مرافق المسجد وأدواته.

كانت هذه بعض المرافق الضرورية للمسجد التي يراعى وجودها فيه، حتى يؤدي رسالته ونشاطاته الاجتماعية المتنوعة في مجتمع المسلمين، وقد يحتاج إلى مرافق أخرى لكن كما قدمت كل ذلك بحسب الحاجة، وبحسب ما هو مقدور عليه، وليس في وجوده أي مخالفة شرعية، فاختلاف الأماكن والأوضاع تستدعي زيادة أو نقص هذه المرافق والملحقات، فكلما دعت الضرورة لهذا المرفق أو الملحق يحاول القائمون على بيوت الله توفيرها حسب القدرة والاستطاعة.

والحمد الله رب العالمين وصلى الله وعلي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.