توزيع شريط هام مع مسابقة

 

 

توزيع شريط هام مع مسابقة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:

فإن من نعم الله أن وسع علينا طرق الدعوة إليه, ولم يجعلها محصورة في وسيلة معينة،فالمسلم يستخدم الوسائل التي أباحها الله، ويجتنب ما حرم الله أو ما فيه شبهة، وفيما أباح الله الكفاية ولله الحمد، وليس في شرعنا المطهر أن الغاية تبرر الوسيلة،فينبغي للداعية أن يستخدم الوسيلة الصحيحة الأكثر تأثيراً في الناس، حتى يبلغ دين الله بالحكمة، والموعظة الحسنة.

وإن من الوسائل الموجودة في هذا العصر, والتي يستطيع المسلم الدعوة إلى الله من خلالها أجهزة التلفاز، والمسجلات، والقنوات، وغيرها.

فالشريط الإسلامي الهادف يصل إلى مالا يصل إليه الداعية، ويدخل في أماكن لا يستطيع الداعية أن يدخلها، فحريٌّ بالدعاة وطلبة العلم أن يستغلوا هذه الوسيلة، ويتفننوا في استخدامها، حتى تؤدي دورها على أفضل وجه وأحسنه.

والأفضل عند توزيع الأشرطة أن تكون بطريقة منظمة، ومرتبة، وتكون الأشرطة هادفة،فمثلاً عند التوزيع يُراعى وصول النسخ إلى جميع من في الحي، فإذا كانت غير كافية فلا بأس أن يكون كل اثنين أو ثلاثة متجاورين معهم نسخة يتداولونها فيما بينهم.

وتكون هادفة بأن تتناول قضية من القضايا التي يحتاجونها، أو تصحح مفاهيم يجهلونها،أو تعالج مشكلة في الحي، أو تصحح أخطاء شائعة، أو غيرها من الأمور التي أهل الحي بحاجة إليها.

ولا بأس بأن تكون هناك مسابقة ينظمها أهل المسجد، فالمسابقة وسيلة للوصول إلى هدفٍ ما، وليست للتسلية، لذا يلزم القائمين عليها أن يكون لديهم هدفٌ واضحٌ ومحددٌ يسعون للوصول إليه وإن كان صغيراً.

فتوضع الأسئلة على الشريط الذي يعالج قضية من القضايا، وتكون الأسئلة واضحة وهادفة ومركزة، وتوزع الأسئلة مع الأشرطة، وينبغي أن تكون الإجابة عليها من نفس الشريط، حتى تستطيع أن تُقوِّمَ أن المجيبين على الأسئلة قد استمعوا إلى مادة الشريط،واستفادوا منه.

ولا تقتصر هذا الأشرطة على الرجال أو طبقة ما, بل الأفضل أن تكون للجميع، النساء لهن ما يناسبهن, والعامة لها ما يناسبها، والطبقة المثقفة لها ما يناسبها، والصغار لهم ما يناسبهم، حتى تعمَّ الفائدة، ويحصل المطلوب.

وينبغي أن تكون على هذه المسابقة جوائز، والأفضل الإعلان عنها لزيادة التشويق والمنافسة، وتكون هذه الجوائز من الأشياء التي تلفت النظر وكثيرة الاستخدام؛ كي يشعر المشارك بدور المسجد وارتباطه به، مثل ساعة حائطية جميلة، أو أدوات منزلية، أوأشرطة إسلامية، أو مصاحف مختلفة الأحجام، أو كتب مفيدة، أو غيرها من الأشياء التي تكون مناسبة.

فبهذه الأساليب وغيرها يعيش الحي في انسجام وتوافق، ويكون المجتمع مرتبطاً بالمسجد،فيعم الخير الجميع، وتحصل المنافع.

نسأل الله أن يوفقنا للخير, وأن يعيننا على فعل الخيرات، ويجنبنا فعل المنكرات، وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.