مقترحات للدورات العلمية

 

 

مقترحات للدورات العلمية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

فإن من أكبر النعم على الإنسان أن يهيأ له جو العبادة والقربة إلى الله تعالى، سواء في المساجد أو مراكز التعليم والدعوة.. ومن تلك الأجواء الطيبة التي يتقرب بها إلى الله تعالى الدورات العلمية التي غالباً ما تكون في العطلة الصيفية لطول الإجازة؛ ولفراغ كثير من الشباب في هذه الإجازة.

تقام دورات علمية في كثير من بلدان العالم ويحضرها مشايخ وطلاب علم، وتوضع لتلك الدورات برامج مختلفة، تدرس فيها فنون عديدة كالعقيدة والفقه والحديث والتفسير والأصول والعربية، ونحو ذلك.

وهنا مقترحات نافعة -إن شاء الله- لهذه الدورات لعل قارئاً أن ينتفع بها، أو مسترشداً أن يستفيد منها، أو باحثاً عن فوائد واقتراحات أن يُسر بها .. ومن تلك المقترحات:

1- العناية باختيار الموضوعات والكتب المناسبة، فلكل فئة ما يناسبها، ولكل بلد ما يلائم أهله.

2- الحرص على تكثيف الدعاية للدورات؛ حتى يكثر مرتادوها.

3- تسجيل الدورات ونقلها عبر الإنترنت، لأن ذلك أبقى للأثر وأعم للفائدة.

4- التجديد في الدورات، وذلك بعقد دورات في علوم يقل طرقها والاعتناء بها، كالبلاغة، ودورات في تصحيح النطق والقراءة والإملاء، ودورات في ممارسة الخطابة، والتدرب على الكتابة والأساليب الإنشائية الراقية، حتى يكون لدى المشاركين قدرة على الكتابة السليمة، والأساليب المحكمة، والتحريرات العالية.

5- تكثيف الدروس في ما يتعلق بالآداب والأخلاق، كأدب طلب العلم إذا هو زينة الطالب وبهجته، تؤخذ كتب في هذا الشأن مثل: اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي، والأخلاق والسير لابن حزم، ورفع الملام لابن تيمية، وكتاب الجامع في بلوغ المرام لابن حجر، وكتاب أدب الطلب للشوكاني، وحلية طالب العلم لبكر أبو زيد، وغيرها.. فتدريس مثل هذه الكتب ينير الطريق لطالب العلم، ويدله على أصول المكارم.

6- الإعلان عن وضع امتحان في نهاية الدورة لكل كتاب أو موضوع يلقى، ويكون الامتحان تحريرياً، ويتم تصحيح الأسئلة، أو يكون الامتحان شفهياً، ومن ثم تعلن النتائج، وتعطى الإجازات العلمية على ذلك.

7- وضع مرغِّبات في الدورة، خصوصاً إذا كانت الدروس متصلة ببعض، وذلك كإعداد وجبات خفيفة بين الدروس ونحو ذلك. ويستحسن إعداد جوائز ومحفزات تتخلل الدروس، بحيث توضع أسئلة من الدروس، ومن يجيب عليها يعطى جائزة، فإن ذلك مما يطرق السآمة والملل، ويعين على حضور الذهن.

8- يحسن بالقادم لإلقاء دورة من بلد آخر أن يفيد البلد الذي أتى إليه، فلا يقتصر على إلقاء الدروس فحسب، بل يحسن به أن يملأ وقته بنفع البلد وأهله، فإذا كانت الدورة في أيام الدراسة فليحرص على زيارة المدارس وإلقاء الكلمات فيها، وإذا كانت في الإجازة فليحرص على زيارة الدوائر الحكومية، والمراكز الصيفية، والسجون، وغيرها من أماكن تجمعات الناس.

9- وليحرص كذلك على إلقاء خطبة الجمعة؛ لأن الناس يحضرون الجمعة بكثرة 1.

وسائل الاستفادة من الدورات العلمية:

1- الاعتناء بالترتيب المناسب لها، من حيث نوعية المشاركين، والموضوعات المناسبة للحاضرين.

2- الحرص على عدم الإسهاب في البرنامج العلمي بما لا يتناسب مع مستوى الحاضرين، والاعتناء قدر الإمكان بالإيجاز الذي يهيئ الفرصة أكبر لتناول قدر مناسب من الفن الذي يدرس.

3- تهيئة وسائل مناسبة للحاضرين، كبيع الكتب التي تدرس في الدورة، أو ما يحتاجونه في التدريس والتسجيل.

4- تهيئة الفرص للالتقاء بالحاضرين بما لا يشق عليهم أو يزعجهم.

5- الاعتناء بتوجيه بعض المواعظ، والحديث عن بعض الآداب التي تهم طالب العلم.

6- الحرص على استطلاع آراء الحضور، والاستفادة منها في تقويم البرنامج.

هذا وصلى الله على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..


1 نقلاً عن موضوع: للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد.. بتصرف