التغيير

التغـيـير

التغـيـير

 

الخطبة الأولى:                    

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } سورة آل عمران: 102. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}سورة النساء: 1. ،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب: 70-71.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: إن من سنن الله – تعالى-الكونية سنة التغيير أو التغير وسنتكلم في هذه الخطبة عن مفهوم التغيير وحقيقته وأنواعه ثم نذكر أنواع سنن الله تعالى وبعض القواعد العامة في تلك السنن. وقبل ذلك لماذا نتحدث عن التغيير؟!

نتحدث عن التغيير لأسباب كثيرة منها: أن التغيير من جملة ما أمرنا الله تعالى به بقوله:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } سورة آل عمران: 104. فالله تعالى أمر بتغيير المنكر وإزالته محيه.

ومن الأسباب: اليأس الشديد الذي دب إلى قلوب كثير من المسلمين اليوم من تغيير الواقع السيئ الذي نعيشه؛ وذلك عند النظر إلى بُعد المسلمين عن كتاب ربهم تبارك وتعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وضعفهم وتفرقهم، وفي المقابل قوة العدو وتماسكه وفتكه بالمسلمين.ومن الأسباب:حدوث لبس عند البعض عن مفهوم التغيير؛ لهذه الأسباب وغيرها نذكر هذا المفهوم في هذه الجمعة إن شاء الله تعالى. 

أولاً: تعريف وبيان:

أ- معنى سنة الله في التغير:

قال ابن منظور: "السنة: السيرة حسنة كانت أو قبيحة. والأصل فيه الطريقة والسيرة"1 .

وقال الفيومي: "السنة: الطريقة. والسنة السيرة حميدة كانت أو ذميمة، والجمع سنن"2 .

وسنة الله في التغيير "هي: الطريقة المتبعة في معاملة الله تعالى للبشر، بناء على سلوكهم وأفعالهم، وموقفهم من شرع الله وأنبيائه وما يترتب على ذلك من نتائج في الدنيا والآخرة"3 .

ب- حقيقة التغيير:

قال ابن تيمية: "إن لفظ التغير لفظ مجمل فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به الحوادث، فإن الناس لا يقولون للشمس والقمر والكواكب إذا تحركت أنها قد تغيرت، ولا يقولون للإنسان إذا تكلم ومشى أنه تغير، ولا يقولون إذا طاف وصلى وأمر ونهى وركب أنه تغير إذا كان ذلك عادته، بل إنما يقولون تغير لمن استحال من صفة إلى صفة كالشمس إذا زال نورها ظاهراً لا يقال أنها تغيرت، فإذا اصفرت قيل تغيرت، وكذلك الإنسان إذا مرض أو تغير جسمه بجوع أو تعب قيل قد تغير، وكذلك إذا تغير خلقه ودينه، مثل أن يكون فاجراً فينقلب ويصير براً، أو يكون براً فينقلب فاجراً، فإنه يقال قد تغير. وفي الحديث: رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم متغيراً؛ لما رأى منه أثر الجوع. ولم يزل يراه يركع ويسجد فلم يسم حركته تغيراً، وكذلك يقال فلان قد تغير على فلان إذا صار يبغضه بعد المحبة، فإذا كان ثابتاً على مودته لم يسم هشته إليه وخطابه له تغيراً، وإذا جرى على عادته في أقواله وأفعاله فلا يقال أنه قد تغير،قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} سورة الرعد: 11. ومعلوم أنهم إذا كانوا على عادتهم الموجودة يقولون ويفعلون ما هو خير لم يكونوا قد غيروا ما بأنفسهم، فإذا انتقلوا عن ذلك فاستبدلوا بقصد الخير قصد الشر، وباعتقاد الحق اعتقاد الباطل، قيل قد غيروا ما بأنفسهم، مثل من كان يحب الله ورسوله والدار الآخرة فتغير قلبه وصار لا يحب الله ورسوله والدار الآخرة فهذا قد غير ما في نفسه"4.

ج- أنواع التغيير:

قال ابن تيمية: "قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} سورة الأنفال: 53.

وهذا التغيير نوعان:

أحدهما: أن يُبدوا ذلك فيبقى قولاً وعملاً يترتب عليه الذم والعقاب.

والثاني: أن يغيروا الإيمان الذي في قلوبهم بضده من الريب والشك والبغض، ويعزموا على ترك فعل ما أمر الله به ورسوله، فيستحقون العذاب هنا على ترك المأمور، وهناك على فعل المحظور، وكذلك ما في النفس مما يناقض محبة الله والتوكل عليه والإخلاص له والشكر له يعاقب عليه؛ لأن هذه الأمور كلها واجبة فإذا خلي القلب عنها واتصف بأضدادها استحق العذاب على ترك هذه الواجبات"5.

ثانياً: من أسباب التغيير من الخير إلى الشر:

1- ضعف العقيدة، والانحراف عن منهج السلف الصالح: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة"6 .

2- المعاصي والذنوب: قال الله تعالى:{مَّا أَصَـابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَـابَكَ مِن سَيّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك} النساء: 79..وقال تعالى:{وَمَا أَصَـابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِير} الشورى: 25. وقال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـاهُمْ فِي الأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأنْهَـارَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} الأنعام: 6.

وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} يونس: 13.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم"7.

وقال علي رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة8.

قال ابن القيم: "وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته، فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة حفظها عليه ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ} الرعد: 11.، ومن تأمل ما قص الله تعالى في كتابه من أحوال الأمم الذين أزال نعمه عنهم وجد سبب ذلك جميعه إنما هو مخالفة أمره وعصيان رسله، وكذلك من نظر في أحوال أهل عصره وما أزال الله عنهم من نعمه وجد ذلك كله من سوء عواقب الذنوب. فما حفظت نعمة الله بشيء قط مثل طاعته، ولا حصلت فيها الزيادة بمثل شكره، ولا زالت عن العبد بمثل معصيته لربه، فإنها نار النعم التي تعمل فيها كما تعمل النار في الحطب اليابس، ومن سافر بفكره في أحوال العالم استغنى عن تعريف غيره له"9.

3- الظلم: قال الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} هود: 102. وقال تعالى: {فَبِظُلْمٍ مّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَـاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً} النساء:160. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} الرعد:11. قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ} من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم{حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} من ذلك بظلم بعضهم بعضا، واعتداء بعضهم على بعض فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره"10.

وعن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}11.

4- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَـاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} المائدة: 78 79.

وقال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الأنفال:25.

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المدهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه، فقالوا: ما لك. قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء. فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم"12.

وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وجهه يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه – وعقد سفيان تسعين أو مائة- قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث"13.

وعن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا"14.وعن عمر بن عبد العزيز قال: "كان يقال: إن الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحقوا كلهم العذاب"15.

وعن بلال بن سعد قال: "إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تغير ضرت العامة"16.

5- التنافس على الدنيا:

عن المسور بن مخرمة قال: قدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال: أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء، قالوا: أجل يا رسول الله، قال:" فأبشروا وأمّلوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم"17.

قال ابن بطال: "فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها, فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها. ويستدل به على أن الفقر أفضل من الغنى؛ لأن فتنة الدنيا مقرونة بالغنى، والغنى مظنة الوقوع في الفتنة التي قد تجر إلى هلاك النفس غالبا، والفقير آمن من ذلك"18.

قال ابن حجر: "قوله: فتنافسوها التنافس: من المنافسة، وهي الرغبة في الشيء ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه, وأصلها من الشيء النفيس في نوعه.

قوله: فتهلككم لأن المال مرغوب فيه فترتاح النفس لطلبه، فتمنع منه فتقع العداوة المقتضية للمقاتلة المفضية إلى الهلاك"19.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات إنه هو الغفور الرحيم.

 

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أيها المسلمون لقد دلنا الله تعالى على سبل النجاة والتغيير إلى الأفضل فمن سبل النجاة:

1- التوبة والرجوع إلى الله تعالى:

قال الله تعالى: {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور:31. وقال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ امنوا تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} التحريم:8.

2- الاعتصام بالكتاب والسنة أفراداً وجماعات:

قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}  آل عمران:103. وقال صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي20.

3- الاجتماع والتعاون على البر والتقوى:

قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} المائدة:2.

وقال تعالى: {وَأَطِيعُواْ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ} الأنفال:46. وقال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال:63.

4- الصبر: قال الله تعالى: {يأيها الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آل عمران:200. وقال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ} الأنفال:46.

وقال تعالى: {وَبَشّرِ الصَّـابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ راجِعونَ  أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} البقرة:155-157.

عن ابن عباس رضي الله عنه الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: " احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً"21.

5- الدعاء: قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر:60. وقال تعالى: {وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لي وَلْيُؤْمِنُواْ بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة:186. وعن ثوبان رضي الله عنه الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: "…ولا يرد القدر إلا الدعاء…"22.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وصلى الله على محمد وآله وسلم،،،


1– لسان العرب (399-400)

2– المصباح المنير (292).

3– السنن الإلهية، للدكتور: عبد الكريم زيدان (ص13).

4– مجموع الفتاوى (6/250-251).

5– مجموع الفتاوى (14/109).

6– أخرجه أحمد (3/120)، وابن ماجه في الفتن (3993) واللفظ له، وأبو يعلى في مسنده (3938)، والطبراني في الأوسط(7840)، قال البويصري: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"، وصححه الضياء في المختارة (2500)، والألباني في صحيح ابن ماجه (3227).

7– أخرجه ابن ماجه في الفتن (4019)، والبيهقي في الشعب (3/197)، وصححه الحاكم (4/540)، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (106).

8– انظر: طريق الهجرتين (ص415). وروي من كلام العباس رضي الله عنه في دعائه لما طلب منه عمر بن الخطاب أن يستسقي لهم، عزاه الحافظ في الفتح (2/497) للزبير بن بكار في الأنساب وسكت عنه. وروي من كلام عمر بن عبد العزيز، انظر: مجموع الفتاوى (8/163).

9– بدائع الفوائد (2/432) بتصرف يسير.  

10– جامع البيان (16/382-383).

11– أخرجه البخاري في التفسير (4686)، ومسلم في البر والصلة (2583).  

12– البخاري في الشهادات (2686).

13– البخاري في المناقب (3598)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2880).

14– أخرجه أبو داود في الملاحم، باب: الأمر والنهي (4339)، وابن ماجه في الفتن (4009)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3646).

15– أخرجه ابن مبارك في كتاب الزهد (1351).

16– أخرجه ابن مبارك في كتاب الزهد (1350).  

17– البخاري في الجزية (3158)، ومسلم في الزهد والرقائق (2961).

18– انظر: فتح الباري (11/249-250).

19– فتح الباري (11/249-250) بتصرف.  

20– أخرجه مالك في الموطأ: كتاب الجامع (1661) بلاغاً، ووصله الحاكم (1/93)، والدارقطني (4/245)، وابن عبد البر في التمهيد (24/331)، والبيهقي (10/114) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال ابن عبد البر: "وهذا محفوظ معروف مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم شهرة يكاد يستغنى بها عن الإسناد"، ثم ذكر له شواهد، وصححه ابن حزم في الإحكام (6/243)، وحسن الألباني إسناد الحاكم في مشكاة المصابيح (186)، وانظر: السلسلة الصحيحة (4/361).

21– أخرجه أحمد (5/18-19)، والطبراني في الكبير (11/123)، وصححه الحاكم (3/623)، والضياء في المختارة (10/24)، وصححه القرطبي في تفسيره (6/398).

22–  أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب: في القدر (90)، وابن المبارك في الزهد (86)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/169)، والطبراني في الكبير (1442)، وصححه ابن حبان (872)، والحاكم (1/493)، وقال البوصيري في الزوائد (ص15): "وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي رحمه الله عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن"، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (154).