أدب المسلم

أدب المسلم

الخطبة الأولى:

الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، والعالم بتقلبها وأحوالها، المانِّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابغ نَعْمَائه، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بعزته إرادته، فألهمهم حسن الإطلاق، وركَّبَ فيهم تشعُّبَ الأخلاق، فهم على طبقات أقدارهم يمشون، وعلى تشعب أخلاقهم يدورون، وفيما قضى وقدر عليهم يهيمون و{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون:53]، أما بعد:

فما حق امرئ انتمى إلى منهج رباني، وارتسمت حياته بمعالمه، وسيرته بمبادئه، وأخلاقه بقرآنه، وظهرت فيه ملامح الجمال، ومدارج الكمال إلا التميز بالأخلاق والأدب، والرقي والصعود عبر سلَّم الفضيلة، ودرجات المكارم. أيها المسلمون: إن هذا الدين جاء ليهذب الناس في جميع حياتهم، يهذبهم في عقيدتهم، وأفكارهم، وثقافتهم، وأخلاقهم، وتعاملهم، واقتصادهم، وسياستهم، واجتماعاتهم، وسائر شؤونهم.

لذلك – عباد الله – فإن الكلام عن أدب المسلم أمر ذو أهمية عظمى؛ لأنه يتطرق إلى شمولية دين الله – تعالى – في تهذيب جميع مناحي الحياة.

عباد الله!! تعالوا معي لنتجول في بستان الإسلام، ونقتطف من أزهاره ووروده، فإننا نجد انبعاث روائح زكية من تلك الرياض.

إليكم هذه الزهرة: أدب اجتماعي: حيث أوجب الإسلام حقاً على المسلم لأخيه المسلم ليسود بأداء التكاتف، والتعاون، والإخاء: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشََمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ1 حتى يشعر كلُّ أحد أن له من يهمه أمره، ومن يعيش معه يشاركه الهموم، ويضارعه الأحزان، يجيب نداه، ويسمع شكواه، ويقبل نصحه، ويدعو له حتى على مجرد عطسة عطسها، ويزوره إذا مرض، فيا ترى ما شعور أهله إن أحسن عزاءهم إذا مات؟ إن هذا لهو الخلق العظيم.

أيها المسلمون: إن أدب المسلم ليس حكراً على أحد، وليس حصرًا في جانب من الجوانب، إنه واسع الانتشار، حتى إن الإسلام ليوصي أهله به في كل حين، وفي كل حال، ولهذا:

إليكم الزهرة الثانية: أدب المشاعر تتفتح ورقاته مع قوله : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ2، سبحان الله حتى محبة إنسان لرفقته وجاره يكون الدين قد هذب تلك المشاعر الفياضة بالحنان، وسعة قبول أهل المنهج الواحد، وبهذا تنتشر المحبة والصفاء، ويسود المجتمع روح التآلف والإخاء.

ما أكمل هذا الدين! حين يجعل من أدب المسلم تحفة تتذاكرها الألسن بعد حين، وحين نرى ذاك المسلم يكسوه الحياء، ويرتدي رداء الكرم، ويزينه كساء التواضع نقول: حقاً إن هذا لهو أدب المسلمين.

إليكم الزهرة الثالثة: أدب البذل: وفي ذلك بذل النفس، وبذل المال، وبذل الخُلق، في نفس طيبة، وطيب خاطر.

تعوَّد بسط الكف حتى لو انَّه أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
ولو أن ما في كفه غير نفسه لجاد بها فليتق الله سائله

نعم لو طلبت منه نفسه لجاد بها، ولا أظنه إلا عاقلاً، فكما أدبه الإسلام فقد أكسبه مهارة في التفكير لذلك لن يجود بنفسه إلا لبارئها الذي اشتراها منه مقابل الجنة إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة: 111].

الزهرة الرابعة: أدب المأكل والمشرب، فيجب على المسلم أن يحسن كسبه فلا يأكل إلا حلالاً، ولا يشرب إلا حلالاً، وإذا قدم إليه ليأكله اقتدى بمن صار مثلاً لسائر المسلمين بأدبه الذي أدبه رسول الله  عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ – رضي الله عنهما – حيث يحكي ذلك قائلاً: كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : يَا غُلَامُ!! سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ3.

انظروا إليه إنه يقول: “فما زالت طعمتي بعد” أي جعلت ذلك الأدب دأبي في كل وجبة، وفي كل طعام، حتى مع طعامه وشرابه له بذلك أدب، إنه المسلم الذي أدبه ربه، وأحسن تأديبه بتعاليم الإسلام، وفضائل الأخلاق التي جاء بها الدين الحنيف، كيلا يكون بين الناس أحد شاذاً، بل كلهم على وتيرة أدبية واحدة إذ منهجهم واحد، ومنبعهم واحد، ومشربهم واحد ألا وهو الإسلام.

الزهرة الخامسة: أدب التجارة: فالتاجر المسلم يحمل شهادة أدبٍ يمارس بها تجارته، فلا تناجش، ولا مراباة، ولا يبيع أحد على بيع أحد، ولا بخس، ولا ازدراء، ومن أدب البيع أن لا يبيع ما يضر الناس، فهذا محرم عند المسلمين فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  قَالَ: لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تُصَرُّوا الْغَنَمَ، وَمَنْ ابْتَاعَهَا فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْتَلِبَهَا: إِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ سَخِطَهَا رَدَّهَا، وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ4. فهذا هو أدب المسلم في التجارة: منهي عن تلقي الركبان وهو أن يذهب أحد التجار إلى طريق البادية من التجار، ويشتري بضاعتهم رخيصة، ويبيعها في السوق لبقية التجار بسعر أغلى مما اشترى به، فيربح هو ويقل ربح من في السوق، فيكون هذا سببا في غلاء الأسعار لما فيه من الظلم؛ إذ أن الباديَ إذا باع بنفسه انتفع جميع أهل السوق، واشتروا رخيصاً فانتفع به جميع سكان البلد5، وكذلك هو منهي عن النجش وهو أن يزيد في ثمن السلعة لا لرغبة فيها بل ليخدع غيره ويغره، ليزيد ويشتريها، وهذا حرام بالإجماع6، وكذلك هو منهي عن تصرية الغنم أو المواشي بأنواعها، فالمقصود من قوله: ولا تصروا الغنم أي: لا تجمعوا اللبن في ضرعها عند إرادة بيعها حتى يعظم ضرعها، فيظن المشتري أن كثرة لبنها عادة لها مستمرة7، ومن غبن في ذلك فله الخيار.

الزهرة السادسة: أدب المسلم مع الحيوان: عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ8، فالمسلم يستعمل أدبه حتى في إزهاق نفس الذبيحة فلا يعذبها، ولا يتعبها بسكينته التي لا تذبح، وهذا من الرحمة بالحيوان.

قلت ما سمعتم، واستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى، وصلى الله على رسوله الأمين، وعلى آله وصحابته الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: أيها المسلمون: تلكم الزهرات من بستان أدب المسلم إنما هي كمثال يوضح مداه، ويحدد مستواه، وليست كل آدابه محصورة فيما تقدم، فإن المسلم مأمور بأدبه في كل حال، وفي كل مجال، فالمتأمل في حاله يجده يتأدب مع الخالق جل وعلا، ومع الأنبياء، ومع الدين، ومع الوالدين، ومع الجار، ومع الضعفاء والمساكين والأيتام، ومع الغني والفقير، ومع الرئيس والمرؤوس، وحتى مع الحيوان، بل إن تلك الشجرة التي تقوم في حميل السيول نجد للمسلم معها أدباً، وتلك الذبابة التي تقع في الإناء نجد للمسلم فيه أدباً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على كمال هذا الدين، وقوة اتباع هذا المسلم لهذا المنهج الرباني، وهو كما قال الله تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[البقرة: 177].

عباد الله: إن نظام الأخلاق في الإسلام ليس مجرد تعامل لاكتساب المصلحة الدنيوية البحتة مثلاً، لا إنه نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزءاً من النظام الإسلامي العام بل هو جوهر الإسلام ولبه، وروحه السارية في جميع نواحيه: إذ النظام الإسلامي – على وجه العموم – مبني على مبادئه الخلقية في الأساس، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق فالرسول  يقول: إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ9 فالغرض من بعثته  هو إتمام الأخلاق، والعمل على تقويمها، وإشاعة مكارمها، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي، والدين نفسه هو حسن الخلق10.

ومن أدب المسلم ما فيه كمال التآلف، وتقريب المخالف، واجتماع البعيد بالقريب، وإزالة وحشة الغريب، هكذا أدبه الإسلام.

لا يعرف الكذب، ولا الغيبة ولا النميمة، والغش ولا الخداع، ولا الخيانة، ولا المنكرات، ولا سيء الفعال، وفحش الأقوال، ولا السب ولا الشتيمة، ولا النفاق، ولا المداهنة، ولا الزور، ولا البهتان، ولا يعرف القبيحُ إليه سبيلاً، هكذا أدبه الإسلام. أدب المسلم يشمل إكرام الضيف، وإحسان الجوار، وصلة الأرحام، وإيفاء الوعد، وإتمام الجميل، وصدق القول، وطيب المعاملة، وبذل النفس والمال، والسعي في إصلاح ذات البين، وتغيير المنكر، وترشيد الناس، ولين الجانب، وصفاء السريرة، وإيثار الخلق في أمور الخير على النفس ولو كان بها خصاصة، وكظم الغيظ، والعفو عن المسيء، واحتمال العذر في حقه ولو حتى سبعين عذراً، وبعدها: لعل لأخي عذراً لا أعلمه.

وليست هذه الآداب في وقت دون آخر، لا، إنها ليست لوناً من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة، وليست ثوباً يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء، بل إنها ثوابت، شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان.

عباد الله: هذه الآداب كلها لو جمعت لرجعت بجملتها إلى شعب الإيمان، ومحاسن الإسلام، وذلك أن الدين أساساً ما جاء إلا ليأمر بعبادة الله – تعالى -، وينهى عن عبادة ما سواه، وكل هذه الآداب داخلة ضمن هذا الأمر، وهي عهد الله ​​​​​​​ ورسوله  إلى الناس كما جاء عَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ  قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ – مَرَّتَيْنِ -، قَالَ: لَا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ؛ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ، قُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ قَالَ: لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا بَعِيرًا، وَلَا شَاةً، قَالَ: وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ11.

عباد الله!! إن الله تعبدنا بهذه الآداب، وجعل عليها ثواباً عظيماً، فإنها إن كانت تربط بين الناس، وتجعل علاقاتهم حسنى؛ فهي في الآخرة أعظم وأجزل ثواباً، وهي سبب في دخول الجنة فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90]. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وجنبنا مساوئ الأخلاق لا يجنب مساوئها إلا أنت، واهدنا إلى طاعتك، وجنبنا معاصيك، وصلِّ وسلم على رسولك محمد وعلى آله، وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.


1 رواه مسلم (4023).

2 رواه مسلم (64).

3 رواه البخاري (4957) ومسلم (3767).

4 رواه البخاري (2006)، ومسلم (1515).

5 شرح النووي على مسلم (5/304).

6 المصدر السابق.

7 المصدر السابق.

8 رواه مسلم (3615).

9 مسند أحمد (8595) وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع (2349).

10 الأخلاق في الإسلام (1/1).

11 سنن أبي داود (3562)، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع (13265).