تحريم الظلم

إتحاف القاري بشرح حديث أبي ذر الغفاري (تحريم الظلم)

الحمد لله العلي الأعلى، الذي أطعم وسقى، وكفى وآوى، وأغنى وأقنى، وأضل وهدى، وأهلك عاداً الأولى، والصلاة والسلام على خير من وطأ الثرى، فضله الله على مخلوقات الأرض والسماء، وعلى آله وصحبه ما غسق ليل ودجى، وطلع نهار وضحى، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد:

عن أبي ذر الغفاري  عن النبي  فيما يرويه عن ربه ​​​​​​​ أنه قال: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم ما زاد على ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وأخركم، وإنسكم وجنكم؛كانوا على أفجر قلب رجل واحدٍ منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وأنسكم وجنكم؛ قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما نقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه1.

هذا حديث قدسي من أحاديث النبي ، والحديث القدسي هو: ما يحكيه رسول الله عن الله ​​​​​​​، والقدسي: نسبة إلى القدس، وهو الطهارة والتنزيه، فهي نسبة تكريم وإجلال، ويطلق على مثل هذه الأحاديث: الأحاديث الإلهية، والأحاديث الربانية.

وهذه الأحاديث القدسية تتعلق بالحق فهي  تبين عظمته ​​​​​​​، والإعلان عن كبريائه، وعزته، وجبروته؛ كما في الحديث الذي قال فيه رسول الله فيما يرويه عن ربه – تعالى – أنه قال: إن العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما عذبته2، وكما جاء في حديث أبي ذر  السابق.

  • فيها بيان سعة رحمة الله، وكمال فضله، وكرمه، وجوده، وسخائه، وأحسن مثال لذلك حديث أبي هريرة  عن رسول الله قال: قال الله – تبارك وتعالى -: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر وكما جاء كذلك في حديث أبي ذر  السابق.
  • فيها إيضاح لسعة ملكه، وعظمة قدرته، وكثرة عطائه، واستغنائه عن الخلق، واحتياجهم إليه؛ كما جاء في حديث أبي ذر  السابق كذلك (3).

وفي هذه اللحظات نقف مع جمل هذا الحديث العظيم علَّ الله أن ينفع به:

في قوله: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي يعني أن الله حرم الظلم على نفسه، ونفاه عن نفسه؛ بقوله: وما ظلمناهم وذلك في ثلاثة مواضع من القرآن: في سورة هود (101)، وسورة النحل (118)، وسورة الزخرف (76)، وقوله: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (سورة الكهف:49)، وقوله: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (سورة فصلت:46)، وقوله: ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (سورة آل عمران:182)، وفي سورة الأنفال (51)، وقوله: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (سورة ق:29)، وقوله: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (سورة النساء:40)، وقوله: وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (سورة النساء:77)، وقوله: وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (سورة غافر:31)، وقوله: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (سورة طـه:112)، ومثل هذا في القرآن كثير.

وليس المقصود هنا الحديث عن الظلم، وأقسامه، وصوره، ومظاهره، وأسبابه، ولكن المقصود الإشارة إلى التعليق على ما جاء في الحديث من مفردات.

قوله: وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: “وهذا الحديث قد تضمن من قواعد الدين العظيمة في العلوم، والأعمال، والأصول، والفروع، فإن تلك الجملة الأولى وهي قوله: حرمت الظلم على نفسي يتضمن جل مسائل الصفات والقدر إذا أعطيت حقها من التفسير … وأما هذه الجملة الثانية: وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا فإنها تجمع الدين كله، فإن ما نهى عنه راجع إلى الظلم، وكل ما أمر به راجع إلى العدل4. قوله: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم لما ذكر في أول الحديث ما أوجبه من العدل، وحرمه من الظلم على نفسه، وعلى عباده؛ ذكر بعد ذلك إحسانه إلى عباده مع غناه عنهم، وفقرهم إليه، وأنهم لا يقدرون على جلب منفعة لأنفسهم، ولا دفع مضرة إلا أن يكون هو الميسر لذلك، وأمر عباده أن يسألوه ذلك، وأخبر أنهم لا يقدرون على نفعه، ولا ضره، مع عظم ما يوصل إليهم من النعماء، ويدفع عنهم من البلاء … وفتح الأمر بالهداية، فإنها وإن كانت الهداية النافعة هي المتعلقة بالدين؛ فكل أعمال الناس تابعة لهدى الله إياهم5. قال – سبحانه -: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى۝ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى۝ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (سورة الأعلى:1-3)، وقوله: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (سورة طـه:50)، وقوله: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (سورة البلد:10)، وقوله: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (سورة الإنسان:3).

وقال ابن رجب – رحمه الله -: وفي الحديث دليل على أن الله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم، ودنياهم، من الطعام، والشراب، والكسوة وغير ذلك؛ كما يسألونه الهداية والمغفرة، وفي الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها؛ حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع6.

وفي هذا الحديث رد على من إذا قيل له: اتق الله، وحافظ على الصلوات، والتزم بتعاليم الإسلام؛ فيقول: الله لم يهدني .. فنقول لهذا وأمثاله: اطلب الهداية، وتعرف على أماكنها، وأسبابها؛ وبإذن الله لن تحرمها.

إذن يجب على الإنسان البحث عن الهداية والاستقامة؛ كما يبحث عن العيش، والمأكل، والمشرب في الدنيا، ولقد كان من دعائه –  عليه الصلاة والسلام -: اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى7، ويقول في آخر دعائه عند قيام الليل: … اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم8.

وإليك – أخي – مثالاً دنيوياً: لو أن أحد الناس قعد في بيته ولم يَسْعَ لطلب لقمة العيش فهل ستأتي إليه؟ وإذا جاع هو وأسرته فبماذا سيصفه الناس؟! لاشك ولا ريب أنها لن تأتي إليه بدون فعل الأسباب، وسيوصف من قبل الناس بشتى الأوصاف المذمومة، وكذلك الاستقامة والهداية لا بد من السعي في طلبها، وسؤال معطيها ومانحها إياها؛ كما كان المعصوم يسأل ربه إياها قال ابن رجب: وأما سؤال المؤمن من الله الهداية؛ فإن الهداية نوعان: هداية مجملة، وهي الهداية للإسلام، والإيمان، وهي حاصلة للمؤمن، وهداية مفصلة، وهي هدايته إلى معرفة تفاصيل أجزاء الإيمان، والإسلام، وإعانته على فعل ذلك، وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلاً ونهاراً، ولهذا أمر الله عباده أن يقرؤوا في كل ركعة من صلاتهم قوله: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (سورة الفاتحة:6)، وقال شيخ الإسلام – رحمه الله -: “فأمر العباد بأن يسألوه الهداية؛ كما أمرهم بذلك في أم الكتاب”، وقال ابن القيم – رحمه الله – في قوله: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (سورة الفاتحة:6): “يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له؛ كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته، فلا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته”، ويقول: “فأول السورة (الفاتحة) رحمة، وأوسطها هداية، وآخرها نعمة .. وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة…”9

وهناك هداية خاصة وهي الهداية إلى الالتزام بكتاب الله، وسنة رسول الله قولاً وعملاً على وفق منهج السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم، وهذه الهداية لا يوفق لها إلا من اختاره الله، واصطفاه، وأحبه؛ لأن الاهتداء إليها به النجاة من النار، والفوز والقرب  من الرحمن؛ كما جاء في حديث عوف بن مالك   أن رسول الله قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة؛ فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة؛ فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة؛ واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة10.

وقد قسم شيخ الإسلام الهداية إلى أربعة أقسام:

أحدها: الهداية إلى مصالح الدنيا، فهذا مشترك بين الحيوان الناطق والأعاجم، وبين المؤمن والكافر. والثاني: الهدى بمعنى دعاء الخلق إلى ما ينفعهم، وأمرهم بذلك، وهو نصب الأدلة، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، فهذا أيضاً يشترك  فيه جميع المكلفين سواء  آمنوا أو كفروا كما قال – تعالى -: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (سورة فصلت:17)، وقوله: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (سورة الرعد:7)، وقوله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (سورة الشورى:52).

الثالث: الهدى الذي هو جعل الهدى في القلوب، وهو الذي يسميه بعضهم بالإلهام، والإرشاد.

الرابعة: الهدى في الآخرة؛ كما قال الله – تعالى -: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ۝ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (سورة الحـج:2324).

قوله: يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، وكلكم عارٍ إلا من كسوته؛ فاستكسوني أكسكم قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: “يقتضي أصلين عظيمين أحدهما: وجوب التوكل على الله في الرزق المتضمن جلب المنفعة كالطعام، ودفع المضرة كاللباس، وأنه لا يقدر غير الله على الإطعام، والكسوة قدرة مطلقة”11، وقال ابن رجب – رحمه الله -: “وهذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله – تعالى – في جلب مصالحهم، ودفع مضارهم في أمور دينهم، ودنياهم، وأن العباد لا يملكون لأنفهسم شيئاً من ذلك كله، وأن من لم يتفضل الله عليه بالهدى، والرزق؛ فإنّه يحرمهما في الدنيا، ومن لم يتفضل الله عليه بمغفرة ذنوبه، أوبقته خطاياه في الآخرة”12.

قوله: يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً وفي رواية: وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم13 قال ابن رجب: “وأما الاستغفار من الذنوب فهو طلب المغفرة، والعبد أحوج شيء إليه؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار، وقد تكرر في القرآن ذكر التوبة، والاستغفار، والأمر بهما، والحث عليهما”.14 قال الله – تعالى -: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ۝ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (سورة الزمر:53-54) ففي هذه الآيات مع سبب نزولها بيان أن لا ييأس مذنب من مغفرة الله ولو بلغت ذنوبه عنان السماء؛ فإنّ الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لعبده التائب، ويدخل في هذا العموم الشرك وغيره من الذنوب، فإن الله يغفر ذلك لمن تاب منه قال الله تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة التوبة:5)، وقال – تعالى -: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (سورة التوبة:11). وقال – سبحانه -: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم۝ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة المائدة:73-74)، وهذا هو القول الجامع بالمغفرة لكل ذنب للتائب منه؛ كما دل عله القرآن، والحديث.

وقال الله – تعالى – عمت رحمته: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (سورة البروج:10) قال الحسن البصري – رحمه الله -: انظروا إلى هذا الكرم!! عذبوا أولياءه، وفتنوهم، ثم هو يدعوهم إلى التوبة!.

ومما لا شك فيه أن كل بني آدم خطاء كما في حديث أنس عن النبي قال: كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين  التوابون15، وكما جاء في حديث أبي ذر : يا عبادي!! إنكم تخطئون بالليل والنهار ولكن الحل لمن وقع منه ذنب أن يأتي بالطاعة، والتوبة، والاستغفار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، وقال الله – تعالى -: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (سورة هود:114)، وقال لمعاذ بن جبل موصيًا إياه: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن 16.

قوله: يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني أي أن العباد لا يقدرون أن يوصلوا إلى الله نفعاً ولا ضراً، فإن الله غني في نفسه حميد مجيد قال  شيخ الإسلام – رحمه الله -: “فإنه هو بيَّن بذلك أنه ليس هو فيما يحسن به إليهم من إجابة الدعوات، وغفران الزلات؛ بالمستعيض بذلك منهم جلب منفعة، أو دفع مضرة؛ كما هي عادة المخلوق الذي يعطي غيره نفعاً ليكافئه عليه بنفع، أو يدفع عنه ضرراً؛ ليتقي بذلك ضرره يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فلست إذن أخصكم بهداية المستهدي، وكفاية المستكفي المستطعم، والمستكسي بالذي أطلب أن تنفعوني، ولا أنا إذا غفرت خطاياكم بالليل والنهار أتقي بذلك أن تضروني، فإنكم لن تبغلوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني .. إذ هم عاجزون عن ذلك، بل ما يقدرون عليه من الفعل لا يقدرون عليه إلا بتقديره وتدبيره، فكيف بما لا يقدرون عليه؟ فكيف بالغني الصمد الذي يمتنع عليه أن يستحق من غيره نفعاً، أو ضره؟”17.

ومع هذا كله فإن الله يحب من عباده أن يتقوه ويطيعوه؛ كما يبغض أن يعصوه، فهو يفرح بتوبة التائبين، ويقبل اعتذار المعتذرين، ويمحو ذنوب العاصين المفرطين، والأحاديث والآيات الدالة على هذا كثيرة جداً وقال – تعالى -: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة آل عمران:135)، وقال الفضيل بن عياض – رحمه الله -: “ما من ليلة اختلط ظلامها، وأرخى الليل سربال سترها؛ إلا نادى الجليل : من أعظم مني جوداً، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم؛ كأنهم لم يعصوني، وأتولى حفظهم؛ كأنهم لم يذنبوا فيما بيني وبينهم، أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم ألبه؟ أم من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من الذي أناخ ببابي فنحيته؟ أنا الفضل، ومني الفضل، أنا الجواد، ومني الجود، أنا الكريم، ومني الكرم؛ ومن كرمي أن أغفر للعاصين بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي العبد ما سألني، وأعطيه ما لم يسألني، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني يهرب الخلائق؟ وأين عن بابي يتنحى العاصون؟

قوله: يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم؛ ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً فيه إشارة إلى أن ملكه لا يزيد بطاعة الخلق ولو كانوا كلهم بررة أتقياء، قلوبهم على قلب أتقى رجل منهم، ولا ينقص ملكه بمعصية العاصين ولو كان الجن والإنس كلهم عصاة فجرة، قلوبهم على قلب أفجر رجل منهم؛ فإنه – سبحانه – الغني بذاته عمن سواه، وله الكمال المطلق في ذاته، وصفاته، وأفعاله، فملكه ملك كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه على أي وجه كان”18 وفي قوله: أتقى قلب وأفجر قلب دليل على أن الأصل في الفجور والتقوى هو القلب، فمتى ما صلح القلب صلحت الجوارح، ومتى ما فسد القلب فسدت الجوارح.

قوله: يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم؛ قاموا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر الخياط والمخيط: ما يخاط به إذا الفعال، والمفعل، والمفعال من صيغ الآلات التي يفعل بها كالمسعر، والحلاب، والمنشار قال شيخ الإسلام- رحمه الله -: “بيَّن أن جميع الخلائق إذا سألوهم في مكان واحد، وزمان واحد، فأعطى كل إنسان منهم مسألته؛ لم ينقصه ذلك مما عنده إلا كما ينقص الخياط (الإبرة) إذا غمس في البحر”(19)، وقد جاء عن أبي هريرة  عن النبي قال: يد الله ملأى لا تقيضها نفقة، سحَّاء الليل والنهار، أفرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؟ فإنه لم يفض ما في يمينه20. وعنه  قال: قال النبي : إذا دعا أحدكم فلا يقل:  اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء21، وقال أبو سعيد الخدري : “إذا دعوتم الله فارفعوا المسألة فإن ما عنده لا ينفده شيء، وإذا دعوتم فاعزموا فإنه لا مستكره له”.

قوله: لم ينقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر قال ابن رجب: فإن البحر إذا غمس فيه إبرة ثم أخرجت؛ لم ينقص من البحر بذلك شي، وكذلك لو فرض أنه شرب منه عصفور مثلاً فإنه لا ينقص البحر البتة، ولهذا ضرب الخضر لموسى – عليهما السلام – هذا المثل في نسبة علمهما إلى علم الله ​​​​​​​، وهذا لأن البحر لا يزال تمده مياه الدنيا وأنهارها الجارية، فمهما أخذ منه لم ينقصه شيء؛ لأنه يمده ما هو أزيد مما أخذ منه، وهكذا طعام الجنة، وما فيها؛ فإنه لا ينفد قال الله: وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (سورة الواقعة: 32-33).

وقال بعضهم:

لا تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذاك مضر منك بالدين
واسترزق الله مما في خزائنـه فإنما هي بين الكاف والنون

قوله: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها أي أنه – جل وعلا – يحصي أعمال عباده، ثم يوفيهم إياها بالجزاء عليها قال تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ۝ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (سورة الزلزلة:7(8)، وقال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (سورة الكهف:49)، وقال: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (سورة آل عمران:30).

قوله: ثم أوفيكم إياها المراد بتوفيتها يوم القيامة؛ كما قال الله – تعالى -: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (سورة آل عمران:185)، وهذا هو الظاهر، ويحتمل أن المراد بتوفيتها جزاء الأعمال في الدنيا والآخرة؛ كما في قوله: مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (سورة النساء:123)، وتوفية الأعمال هي توفية جزائها من خير أو شر، فالشر يجازى به مثله من غير زيادة؛ إلا أن يعفو الله عنه، والخير تضاعف الحسنة منه بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلم قدرها إلا الله كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (سورة الزمر:10)22.

قوله: فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه إشارة إلى أن الخير كله من الله فضلٌ منه على عبده، من غير استحقاق له، والشر كله من عند ابن آدم من ابتاع هوى نفسه(23).

قال الله تعالى: مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (سورة النساء:79)، وقال علي : “لا يرجون عبد إلا ربه، ولا يخافنّ إلا ذنبه، فالله – سبحانه – إذا أراد توفيق عبد وهدايته؛ أعانه، ووفقه لطاعته، فكان ذلك فضلاً منه، وإذا أراد خذلان عبد وكله إلى نفسه، وخلى بينه وبينها، فأغواه الشيطان لغفلته عن ذكر الله، واتبع هواه، وكان أمره فرطاً، وكان ذلك عدلاً منه، فإن الحجة قائمة على العبد بإنزال الكتاب، وإرسال الرسول، فما بقي لأحد من الناس على الله حجة بعد الرسل.

والمراد بقوله: فليحمد الله أي من وجد ذلك الخير في الدنيا فيكون مأموراً بالحمد لله على ما وجده من جزاء الأعمال الصالحة، قال الله – تعالى -: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (سورة النحل:97).

وكذلك يكون مأموراً بلوم نفسه على ما فعلت من الذنوب التي وجد عاقبتها في الدنيا؛ كما في قوله – تعالى-: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (سورة السجدة:21)، وقال سلمان الفارسي : “إن المسلم ليبتلى؛ فيكون كفارة لما مضى، ومستعتباً فيما بقى، وإن الكافر يبتلى؛ فمثله كمثل البعير أطلق فلم يدر لم أطلق، وعقل فلم يدر لم عُقل؟”.

وأما من وجد خيراً أو غيره في الآخرة؛ فيكون هذا من باب الإخبار بأن الذين يجدون الخير في الآخرة يحمدون الله على ذلك، وأن من وجد غير ذلك يلوم نفسه حين لا ينفعه اللوم؛ فيكون الكلام لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر كقوله : من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار24.

وقد أخبر الله عن أهل الجنة أنهم يحمدون الله على ما رزقهم من فضله فقال – تعالى -: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الأعراف:43)، وقال – تعالى -: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ۝ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (سورة فاطر:34-35)، وأخبر أن أهل النار يلومون أنفسهم، ويمقتونها أشد المقت فقال: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة إبراهيم:22). وقال – تعالى -: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (سورة غافر:10).

وفي الختام: نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعفو عنّا، وأن يتولانا بولايته، وأن يحفظنا بحفظه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وتوبة نصوحاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ منه إلا إليه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله، وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.


1رواه مسلم وأحمد والترمذي.

2رواه ابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله : يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (3366).

3مقدمة إنعام الباري في شرح حديث أبي ذر الغفاري 14-20 بتصرف.

4– إنعام الباري في شرح حديث أبي ذر الغفاري57

5– انظر إنعام الباري.

6– ضعفه الألباني في الضعيفة رقم (1362).

7– رواه مسلم.

8– رواه مسلم.

9– الفوائد 39-04

10– رواه ابن ماجة وصححه الألباني في الصحيحة رقم (1492).

11– إنعام الباري في شرح حديث أبي ذر الغفاري 87

12– جامع العلوم والحكم 2/37-38

13– صححه الألباني في الصحيحة برقم 127.

14– جامع العلوم والحكم 2/41

15– رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (3428). وهو في المشكاة برقم (2341).

16– رواه الترمذي.

17– إنعام الباري في شرح حديث أبي ذر الغفاري

18– جامع العلوم والحكم 2/46

19– إنعام الباري 113

20– رواه البخاري ومسلم.

21– رواه مسلم وأحمد.

22– جامع العلوم 2/25 بتصرف.

23– المصدر السابق.

24– رواه البخاري ومسلم.