لرفع معنويات موظفيك

 

لرفع معنويات موظفيك

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:

هل سبق لك أن تساءلت: لماذا لا يبدو موظفوك مندفعون للعمل مثلك؟ لست الوحيد الذي يتساءل هكذا؛ فمسألة الموظفين الغير مندفعين للعمل تعدّ مشكلة رئيسية في الشركات الأمريكية، تكلّف أرباب الأعمال الملايين من الدولارات من عوائد كل سنة.

إنّ المشكلة واسعة الانتشار جداً بحيث يرى بعض الخبراء أنّ 70 بالمائة من عمّال اليوم أقل اندفاعاً مما كانوا عليه في السابق, لذا ما الواجب عليك عمله لتحفيز موظفيك للقيام بأفضل ما لديهم؟ خذ هذا الفصل لتتعلم كيف تحفّز موظفيك بفعالية:

 

هل تتوقّع الكثير من موظفيك:

يصل الموظفون لمكاتبهم في الوقت المحدد للبدء بالعمل, ومن ثم يقومون بأعمالهم بشكل جيد، وهم موجودون عند الحاجة لهم, فهل يعد طلب تقديم خدمات إضافية بسيطة للزبائن أمراً شاقاً عليهم؟! هل الابتسامة في وجه الزبون بدلاً من العبوس في وجهه والإقلال من التذمر أمراً صعباً! مع العلم بأن الشركة تقدم خطة تقاعد وضمان اجتماعي جيدة، بالإضافة لأربعة أسابيع إجازة سنوية على الأقل, فلماذا لا زلنا نحصل على أداء أقل من المطلوب من موظفينا؟!

 

موظف عامل مقابل موظف متحمّس للعمل:

المشكلة أنّ المزايا والعطلة والراتب هي مقابل لخدمة الموظف، وليست لتحفيزه, فالشركة تقدم هذه المزايا لكي تجذب وتبقي العمّال الموهوبين.

ألق نظرة على أيّ شركة وستجد أنّ هذا النوع من المقابل لخدمة الموظف أصبح قياسياً في الوقت الحاضر, لذلك فهي لا تحفّز الموظفين. في الحقيقة، حوالي 50 بالمائة من الموظفين يبذلون من الجهد ما يكفي فقط للحفاظ على وظائفهم.

من الواضح، أن عمل ما يجب القيام به للنجاة فقط ليس ما تريده من موظفيك, وإذا كانت هذه المزايا وأيام العطلات الممنوحة من الشركة لموظفيها لا تحفزهم فما العمل؟

 

موظفون بتحفيز غير محدود:

الفرص بالنسبة لمؤسستك، هي أن يكون لديك أناس جيدون يعملون في مؤسستك, يريدون أن يدفع لهم بشكل عادل، ويعرفون ما تفكّر به بخصوص عملهم، ويعرفون موقعهم الحالي وما يمكنهم عمله للترقّي والوصول لمواقع أعلى, وما يهمك هو أن تراهم يعملون بأقصى ما يمكنهم, لكن قبل أن تتعلّم كيف تقوم بهذا، عليك أولا الإجابة على هذا السؤال: لكي تحفّز موظفيك، هل تغيّر الموظف أو تغيّر التنظيم الذي يعمل فيه؟

 

الجواب الصحيح هو: تغيير التنظيم هو ما يجب القيام به؛ لأن تغيير الأفراد يأخذ الكثير من الوقت والجهد ولا يفيد الموظفين الآخرين في الواقع.

إن تغيير الموظفين ليس الحل الأمثل لإحداث أيّ تأثيرات بعيدة المدى, لذا من المحتمل أن تتساءل “كيف أقوم بتغيير منظمتي بالكامل?” لا تقلق، إنه ليس بالصعوبة التي تتوقعها.

سنعلّمك عدّة استراتيجيات لتحفيز موظفيك (بدون استعمال المال). ذلك صحيح! يمكنك جعل موظفيك يقدمون أكثر للشركة بدون تقديم وجبات طعام مجانية أو تقديم أيام عطلة إضافية.

 

حدد حوافز موظفيك الطبيعية:

إنّ الموظفين الذين يعملون لشركتك يحفّزون طبيعياً. قد يفاجئك هذا الأمر، لكنّه حقيقي.

الخطوة الأولى في الاستفادة من قدرة موظفيك الطبيعية هي إزالة الممارسات السلبية التي تقلل من التحفيز الطبيعي لموظفيك, والخطوة الثانية على منظمتك أن توجد وتطور محفزات حقيقة يمكنها إثارة الموظفين وزيادة اندفاعهم بتقليل الممارسات السلبية وإضافة محفزات طبيعية، تكون قد وضعت نفسك على بداية طريق التحفيز الطبيعي للموظفين, والتحفيز الطبيعي للموظفين يعتمد على أنّ كلّ الناس عندهم رغبات إنسانية للانتساب والإنجاز، وللسيطرة والسلطة على عملهم, وإضافة لذلك: عندهم الرغبات للملكية والكفاءة والاعتراف وأن يكون لعملهم معنى.

 

تطبيق وسائل التحفيز الطبيعية:

فيما يلي أمثلة بعض المحفزات التي ستساعد موظفيك على تحفيز قدراتهم الطبيعية, وتذكّر أن تطبيق هذه الحوافز يكون من دون إنفاق المال, وبدلا من أن تركز على المال ركّز على كيفية عمل بعض التغييرات ضمن منظمتك.

فإذا كان عمل موظفيك روتينياً، أضف بعض أشكال المرح لهذا الروتين, وأعط موظفيك فرصة اختيار الطريقة التي يودون القيام بأعمالهم بها, وشجّع تحمل المسؤولية وفرص القيادة ضمن شركتك, وشجعّ التفاعل بين موظفيك وتكوين فرق العمل بينهم, كما يمكنك تعليمهم من أخطائهم مع تجنّب النقد القاسي.

 

طوّر الأهداف والتحديات لكلّ موظف, وقدّم الكثير من التشجيع, وأظهر الإعجاب بأعمال موظفيك, وطوّر مقياساً يظهر التقدم في الأداء, وتوصل للرغبة الطبيعية للإنتاج عند موظفيك بإزالة مثبطات التحفيز وإضافة محفزات غير مكلفة تقوم بتحفز الرغبات الطبيعية الموجودة في موظفيك لتقديم أقصى مستوى للأداء والإنتاجية لديهم1.

هذه بعض الأساليب العملية لرفع معنويات موظفيك, ونسأل الله أن يوفق الجميع إلى مرضاته, وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.