التعاون مع القائمين على المسجد

التعاون مع القائمين على المسجد

 

التعاون مع القائمين على المسجد

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن التعاون على أي معروف يكون صاحبه مؤجوراً عند الله -سبحانه وتعالى- فلا يحقرن الإنسان أي عمل خير مهما كان صغره، فقد غفر الله لعبدٍ بسبب أنه أزاح غصناً فيه شوكاً كان يؤذي الناس في طريقهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له)(1)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل معروف صدفة)(2).

وإن من المعروف التعاون مع القائمين على أعمال الخير سواء أكانوا في المساجد، أو المؤسسات الخيرية، أو غيرها، فالمعروف معروف، وثوابه عند الله –عز وجل- باق، فلا يبخل المسلم ببذل ما يستطيع من إعانة حسية أو معنوية، سواء أكان ببذل نصيحة، أو توجيها وإرشاداً، أو المشاركة في الأعمال التي يقومون بها، أو ببذل المال، أو الدعاء لهم بالتوفيق والسداد، فهذه كلها من أعمال الخير التي يحتاجها المسلمون.

وكم في المسجد من الأعمال الخيرية التي يقدمها العاملون فيه؛ ويحتاجون إلى الإعانة. ففي المسجد حلقات التحفيظ، وفيه الدروس العليمة، وفيه الأنشطة المختلفة الثقافية والرياضية والاجتماعية، فهلا شارك أهل الحي كل بما يقدر أن يقدمه، فالداعية يشارك بالموعظة والدرس والتوجيه، والتاجر بالمال، وكل فرد بما يستطيع، فالعمل للإسلام يحتاج إلى كل فرد من أفراد المسلمين، فما على المحبين للخير إلا المبادرة والمسارعة، { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين: 26.

أخي المسلم كن عضواً فعالاً في مجتمعك، ولا تترك الفرص تمر من بين يديك، فيومك يمضي ولا يرجع، ولا يضرك تعبٌ تعبته بالأمس، وشغل وقتك بطاعة الله، ففيها النفع والله.

أخي المسلم أبذل من وقتك أو من مالك أو من جهدك فيما فيه نفع للمسلمين، ولا تبخل على نفسك، وإخوانك. ولا تحتقرنَّ عملك، وافعل ما تحسن، تجد النفع بإذن الله.

وفقني الله وإياك لما فيه نفع أنفسنا وإخواننا المسلمين، وألهمنا ما فيه منفعتنا، وصلى الله على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.


 


1 – متفق عليه.

2 – متفق عليه.