إمام المسجد ورمضان

إمام المسجد ورمضان

إمام المسجد ورمضان !!

“الشيخ/ محمد بن إبراهيم السبر”1

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده وبعد،،

فهذه كلمات يسيرات أوجهها إلى إخوتي أصحاب الفضيلة أئمة المساجد والجوامع بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك .. وهي كلمات النصيحة دافعها، والمحبة في الله رائدها، والإخلاص وقودها .. فآمل أن تجد لديك أخي الإمام قبولاً وأن تفتح لك في مهمتك آفاقاً ..

أخي إمام المسجد: أهنئك بدخول شهر رمضان المبارك جعلني الله وإياك ممن يصوموه ويقوموه إيمانا واحتساباً، وأن يوفقنا وإياك فيه لصالح العمل ..

أخي الإمام .. كما إن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام والصدقة ، وشهر القرآن والطاعة والعبادة ، فهو أيضاً شهر الدعوة والاحتساب خاصة لأئمة المساجد والجوامع ، هو فرصة للتربية وتزكية النفوس .. لأن الناس يقبلون على المساجد ويؤمون الجوامع للصلاة والتراويح والاعتكاف ونفوسهم مهيئة لتقبل الخيرات وعمل الصالحات ، وهذه من نعمة الله على عباده .. ولاشك أن الداعية الناجح يهتبل الفرص ويغتنمها وهذا منهج نبوي أمثلته كثيرة ليس هذا مجال طرقها ..

نعم أخي في الله : رمضان فرصة للإمام الجاد في وظيفته المهتم بخطبته الحريص على جماعته وصلاته وقيامه ولا شك أن شهراً بعظمة رمضان يتطلب من الإمام جهداً لاغتنامه لنفسه والحرص على النفع المتعدي..

ولذا أوجه هذ الوصايا والوقفات عل الله ان ينفعني وإياك بها..

الوصية الأولى: تقوى الله جل وعلا في السر والعلن وماتأتي وما تذر، والإخلاص في القول والعمل فهما سبب التوفيق والنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، قال ابن الجوزي: ” إنما يتعثر من لم يخلص”. فاخلص نيتك في إمامتك ودعوتك وصلاتك ودعائك ، والرجل كما قيل : إنما يُعطى على قدر نيته.

الوصية الثانية: وأنت تستعد للعمل والدعوة في رمضان ولاشك أن ذلك عبء كبير لمن يحملون هم الإسلام استعن بالله جل وعلا وتوكل عليه وسل ربك أن ييسر أمرك ويبارك في إمامتك ودعوتك ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، قال الله تعالى عن موسى عليه السلام وقد جاءه التكليف بالدعوة وتبليغ الرسالة : قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي (طـه:25،28).

الوصية الثالثة: الإمامة أمانة.. فالله الله في أداء الأمانة بالحرص على أداء الصلاة في وقتها ، وعدم التخلف عنها إلا لعذر شرعي وإنابة من تبرؤ به الذمة حال الغياب الضروري فأنت قدوة في قولك وعملك فكيف تريد من الناس المحافظة على الصلاة وأنت لا تحافظ عليها أو تتخلف عن أدائها..

ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

الوصية الرابعة : احرص بارك الله فيك على تعاهد المسجد وتهيئته للمصلين والمتهجدين والمعتكفين وذلك بتطيبه والعناية بنظافته وتنظيم أثاثه والاهتمام بدورات المياه وصيانتها والحفاظ على محتوياته ، والعناية بالصوتيات والاعتدال في ذلك.

الوصية الرابعة: احرص على الاستعداد العلمي لرمضان بمعرفة أحكام الصيام والقيام والاعتكاف وزكاة الفطر وأحكام العيد والست من شوال حيث إنك تحتاج لذلك لتقوم بعبادتك على الوجه المطلوب ، والناس سيسألونك – ولاشك – عن ذلك ، ويستطيع الإمام أن يتفقه في ذلك بقراءة الكتب الفقهية عن الصيام أو قراءة فتاوى العلماء الكبار في ذلك أو الملخصات الفقهية المعتمدة أو سماع الدروس العلمية التي تتحدث عن الصيام وأحكامه ومخالفاته مثل: الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان، الصيام آداب وأحكام للدكتور عبد الله الطيار ، مخالفات الصيام للشيخ / عبد العزيز السدحان.

الوصية الخامسة : احرص على القراءة على المصلين في الوقت الذي تراه مناسباً لحال جماعتك، واحرص على الاختصار مع التحضير للدرس والتعليق المفيد إن اقتضى الأمر ومن الكتب المفيدة في هذا الباب ” على سبيل المثال لا الحصر “: مجالس شهر رمضان للعلامة ابن عثيمن رحمه الله ،أحاديث الصيام آداب وأحكام للشيخ عبد الله الفوزان، فتاوى رمضان لمجموعة من العلماء جمع أشرف عبد المقصود، دروس رمضان لعبد الملك القاسم، رمضان دروس وعبر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد وغيرها.

الوصية السادسة: احرص على إتباع السنة في صلاة التراويح والاقتصاد في الدعاء وعدم الاعتداء واحذر من السرعة في الصلاة قال أهل العلم : إنه يكره للإمام أن يسرع بالجماعة سرعة تمنعهم من فعل ما يُسن فكيف بفعل ما يجب..

الوصية السابعة : يكثر سفر بعض الأئ